الحج والعمرة هما ركنان أساسيان من أركان الإسلام التي أمر بها الله تعالى لعباده المؤمنين. رغم وجود تشابهات عديدة بينهما، إلا أنهما يختلفان في عدة جوانب سواء فيما يتعلق بالشروط أو الطقوس أو حتى في الوقت المناسب لأدائهما. سنستعرض هنا هذه الاختلافات بشرح مفصل وميسر لتوضيح المفاهيم الصحيحة حول هاتين العبادتين العظيمتين.
الشروط:
الحج: يشترط للحاج خمسة أمور رئيسية وهي: الإسلام، البلوغ، العقل، الاستطاعة المالية والجسدية، والإرادة الهادئة وغير القسرية. أما بالنسبة للعمرة فجميع شروط الحج تنطبق عليها باستثناء "الإمكان"؛ إذ يمكن للمرأة المسلمة غير المتزوجة أداء العمرة إذا كانت لديها القدرة والمال اللازمين لذلك دون زوج يحظر سفرها. بينما يُفضل الأفضل والأكثر صلاحا للرجال أداء فريضة الحج أولاً قبل القيام بالعمرة لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك بنفسه.
الطقس:
بالنسبة لطقوس كل عبادة، فإن لكل منها طقوس خاصة تميزه وتجعله مختلفاً تماماً عن الآخر. تبدأ عمرة تقليدياً بتلبية الحاج عند الوصول إلى مكة المكرمة ثم الوقوف عند مقام إبراهيم ورشاء الركن اليماني بمياه زمزم المقدسة. وهناك يقوم المواطنون بإكمال سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة ومعظم المشاعر فيها مشابهة لحجاج البيت العتيق ولكن بدون نحر الأضحية كجزء أساسي من الشعيرة كما يحدث أثناء تأديتهم لواجبات حج بيت الله الحرام خلال موسم واحد محدد فقط وهو ذو الحجة حسب التقويم الهجري.
التوقيتات:
يحدد توقيت الرحلتين زمنيين مختلفين ولا يمكن الجمع بينهما معاً بشكل مباشر. يتم تنظيم أيام الحج بدقة وفق التقويم الهجري حيث تحدد وزارة الشؤون الإسلامية السعودية بداية نهاية شهر ذي القعدة وإعلان أول يوم لأداء مراسم النسك خلال الشهر التالي منه والذي يسمى بـ "ذو الحجة". وهذا الوقت مقيد جداً ويجب اتباع التعليمات الرسمية الخاصة بالسفر والاستعداد لهذه الزيارة الروحانية الهامة والتي تستمر لمدة عشرة ايام متتالية فقط من العام الميلادي اعتباراً أيضاً من تاريخ دخول الدولة المضيفة لها الى ان ينتهي الاسبوع الثاني لهذه الفترة . بالمقارنة ، تتمتع عُمرة بفترة وقت واسع للغاية ويمكن اداؤها خارج موسم حج المملكة العربية السامية الشهير وفي جميع شهور السنة الأخرى بعد الحصول اولا علي تصريح دخول البلاد.
وفي ختام الأمر يجب التنبيه بأن اختلاف طبيعتيهما يرجع أيضًا لفوارقهما التشريعية والمعاني الروحية المرتبطتان بكل رحلة فريدة بطابعها الخاص مما يعكس عمق وفلسفة الدين الاسلامي الجميل!