الحمد لله الذي جعل الدعاء سلاح المؤمن، وجعل دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب من أعظم الأعمال الصالحة. إن الدعاء للصديق في ظهر الغيب ليس مجرد فعل بسيط، بل هو عمل عظيم الأثر في حياة المسلم. ففي الحديث الشريف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال: آمين ولك بمثل" (رواه مسلم).
إن دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب لها فضل عظيم، حيث تؤمن عليها الملائكة وتدعو للداعي بالمثل. كما أن هذا الفعل يعكس محبة الأخوة في الله، ويقوي روابط الأخوة بين المسلمين. ففي الحديث الآخر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" (رواه مسلم).
ومن الجدير بالذكر أن دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب لا تقتصر على طلب معين، بل تشمل كل خير يمكن أن يدعو به. ففي الحديث السابق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلما دعا لأخيه بخير". وهذا يشمل الدعاء بالتوفيق في الدراسة، أو النجاح في العمل، أو الصحة والعافية، أو أي خير آخر.
وفي هذا السياق، يمكن للمسلم أن يدعو لصديقه في ظهر الغيب دون علمه، أو يمكن أن يخبره بذلك إذا كان ذلك من باب التودد والمودة. ففي الحديث الآخر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ..." (رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"، وحسّنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة").
وفي الختام، دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب هي عمل عظيم الأجر والثواب، تعكس محبة الأخوة في الله، وتقوي روابط الأخوة بين المسلمين. فليحرص المسلم على الدعاء لأصدقائه وأحبائه في ظهر الغيب، وليعلم أن دعوته ستكون مستجابة بإذن الله.
