تفسير سورة عبس للأطفال: رحمة الله وهداية عبده الأعمى

تُعدّ سورة عبس من سور القرآن الكريم التي تُعنى بفضائل الدعوة الإسلامية ورحمة الله بعباده. تبدأ السورة بوصف موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع عبد ا

تُعدّ سورة عبس من سور القرآن الكريم التي تُعنى بفضائل الدعوة الإسلامية ورحمة الله بعباده. تبدأ السورة بوصف موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، حيث عبس النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه عندما جاء يسترشد به. ولكن سرعان ما يوضح الله سبحانه وتعالى في الآيات التالية أن هذا الموقف لم يكن بسبب عدم اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالعبد الأعمى، بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً بأكابر المشركين الذين يأمل في هدايتهم.

يُظهر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة رحمته بعبده الأعمى، حيث يقول: "وما يدريك لعله يزكّى أو يذكر فتنفعه الذكرى" (عبس: 3-4). يشير هذا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد يهدي هذا العبد الأعمى إلى طريق الحق، أو أن تذكيره بالله قد ينفع نفسه.

ثم يتطرق القرآن الكريم إلى أنواع الناس الذين يقبلون الدعوة الإسلامية، حيث يذكر أولئك الذين استغنوا عن الإيمان بما لديهم من مال، وأولئك الذين جاءوا يسعون بحثًا عن الخير وهم يخشون الله. ويؤكد القرآن الكريم على أن الاهتمام بالذين يسعون ويخشون الله هو الأهم، وليس بالذين استغنوا عن الإيمان.

تختتم السورة بتأكيد على أن القرآن الكريم هو تذكير لمن يقبل، وأن من شاء أن يذكر الله ذكره واتعظ بما فيه. كما تشير إلى مكانة القرآن الكريم عند الملائكة، حيث يُذكر أنه في صحف شريفة مرفوعة مطهرة بأيدي رسل من الملائكة كرام عند ربهم.

بهذا نرى أن سورة عبس تُظهر رحمة الله بعبده الأعمى، وتؤكد على أهمية الاهتمام بالذين يسعون ويخشون الله، وتُبرز مكانة القرآن الكريم عند الملائكة. إنها سورة تحمل دروسًا قيمة للأطفال حول رحمة الله وفضائل الدعوة الإسلامية.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posting

Komentar