نزول الوحي: رحلة عبر الزمن الهجري

يعد تاريخ نزول الوحي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نقطة تحول هامة في التاريخ الإسلامي والعالمي. إن فهم هذا الحدث الدقيق يعزز المعرفة بتاريخ ديننا

يعد تاريخ نزول الوحي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نقطة تحول هامة في التاريخ الإسلامي والعالمي. إن فهم هذا الحدث الدقيق يعزز المعرفة بتاريخ ديننا والتزاماتنا الروحية. وفقًا للتقاليد الإسلامية، بدأ وحي القرآن الكريم عند النبي محمد وهو في سن الأربعين، وذلك أثناء نومه في غار حراء خارج مكة المكرمة. يُعتبر العام الذي حدث فيه ذلك هو بداية التقويم الهجري بحسب السنة القمرية.

في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان، والتي تُعَدُّ إحدى أكثر الليالي كرامةً حسب الاعتقاد الديني، ظهر جبريل عليه السلام للنبي محمد وقال له: «اقرأ». هذه كانت البداية الرسمية لنزول الوحي، مما دفع محمد صلى الله عليه وسلم لتلاوة الآيات الأولى من سورة العلق. بدأت الرسالة تدريجياً وتزايدت حتى الكمال بعد ٢٣ سنة تقريبًا.

لقد اختير وقت نزول الوحي بعناية، فهو الوقت المناسب لتحويل المجتمع العربي المتأثر بشدة بثقافة الجاهلية آنذاك. كان الناس بحاجة لإرشاد نحو حياة أفضل وأخلاق سامية، وهذا ما جاء به الإسلام بكل وضوح وصراحة. وبذلك أصبح تاريخ نزول الوحي أساساً للتقويم الهجري الذي يستخدم حتى اليوم للحسابات الشرعية والدينية.

إن دراسة هذا الحدث تعكس أهميته ليس فقط كتاريخ ديني بل أيضًا باعتباره قصة إيمانية تشجع المسلمين على الثبات والثقة بوحدانية الله سبحانه وتعالى ودينه الحنيف. إنها دعوة للاستمرار في مسيرة الدعوة والإصلاح التي انطلق بها النبي محمد منذ تلك اللحظة الفاصلة في التاريخ الإنساني.


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے