ولدت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام 614 ميلادي، وهي الابنة الوحيدة التي رزق بها الرسول الكريم وأمه خديجة بنت خويلد قبل هجرته إلى المدينة المنورة. كانت أم كلثوم معروفة بكرم أخلاقها واحتشامها، وقد عُرفت بين الصحابة بشخصيتها القيادية وحكمتها الفذة.
كانت لزواجها من عقبة بن أبي معيط دور بارز في تاريخ الإسلام المبكر، حيث كان هذا الزواج أحد الأسباب الرئيسية للهجرة إلى الحبشة ولإرساء دعائم الدعوة الإسلامية هناك. بعد فترة وجيزة من زواجها، توفي زوجها وعادت إلى مكة المكرمة لتقضي أيام حياتها الأخيرة تحت ظل أبيها الحبيب.
على الرغم من أنها لم تعش طويلاً مقارنة بأقرانها، إلا أنها تركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي. فقد كانت تتمتع بحضور مؤثر وذكاء حاد جعل منها شخصية محورية داخل أسرة النبوة وخارجهما أيضاً. وكانت مثالاً يحتذى به للمرأة المسلمة الصالحة الطاهرة، والتي جمعت بين جمال الروح والجسد.
وفي النهاية، تُعتبر أم كلثوم نموذجاً للشرف والعفة والإخلاص تجاه الدين والأهل، مما يجعلها رمزاً للتواضع والكرامة في مجتمعاتها. رحلت عن عالمنا سنة 625 ميلادية ولكن ذكرها باقي ما بقيت إنسانية تتوق للكمالات الإنسانية والدينية.