يعد ختم القرآن الكريم من الأعمال العظيمة التي حث عليها الإسلام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه الترمذي). عند ختم القرآن، يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى ويسأله من خير الدنيا والآخرة، دون التزام بدعاء معين أو صيغة معينة.
ورد عن السلف الصالح أنهم كانوا يدعون بعد ختم القرآن، دون تحديد دعاء معين. فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن وجود دعاء معين لختم القرآن، فأجاب: "لم يرد دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم، ولذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء ويتخير من الأدعية النافعة كطلب مغفرة الذنوب والفوز بالجنة والنجاة من النار، والاستعاذة من الفتن وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، والعمل به وحفظه، ونحو ذلك".
ومن الأدعية المستحبة بعد ختم القرآن:
- "اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة" (رواه ابن أبي الدنيا).
- "اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين" (رواه ابن أبي الدنيا).
- "اللهم ارحمني وارحم المسلمين والمسلمات بالقُرْآنِ، واجعله لي وللمسلمين والمسلمات إماما ونورا وهدى ورحمة" (يمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء أو بدعاء آخر إذا شاء).
ومن المهم التنبيه إلى أن قراءة دعاء ختم القرآن على الطعام وتوزيعه، وفعل ذلك في المآتم أو مساء الخميس، كل ذلك من البدع المنكرة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح رضي الله عنهم. وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين، ونهانا عن الابتداع في الدين، وأخبر أن ذلك ضلال.
وفي الختام، نسأل الله أن يرزقنا ختم القرآن الكريم بتدبر وتفكر، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. آمين.