الإيمان بمعجزات الرسل يعد جزءاً أساسياً من العقيدة الإسلامية، مستنداً إلى الأدلة الكتابية والسنة النبوية المطهرة. هذه المعجزات ليست مجرد ظواهر طبيعية خارقة للعادة، بل هي أدوات تستخدم لإثبات صدق الرسالات والنبوة. يُعتبر عدم الاعتراف بشهادة المعجزات تجاهلاً مباشراً لأحد أهم دعائم الدين الإسلامي.
وفقاً للعقيدة الإسلامية، فإن الإيمان برسالة جميع الأنبياء ومعجزاتهم جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله الواحد الأحد. فكل نبي أتى بمعجزة خاصة تحدَّاه بها قومه، وبالتالي أصبح معرفة تلك المعجزات أمراً ضرورياً لمن يريد فهم رسالة النبي بشكل صحيح.
التشكيك في معجزات الرسل يؤدي غالباً إلى ثلاثة أنواع رئيسية من المواقف: الإنكار الجازم لها، وهو طريق اليأس والفناء; التشابه بين الاعتقاد والكفر, والذي يعكس حالة من اللبس وعدم الوضوح حول ماهية الركن الإيماني; ثم هناك الميل للتأويل الخاطئ لهذه الظواهر، مما قد يقود البعض نحو البعد عن الصواب والإبعاد عن طريق الحق.
إن الحكمة من تقديم الله عز وجل لهذه المعجزات للأنبياء هي التركيز على قوة وعظمة قدرتها الخالقية، التي تتجاوب مع الدعوة للإيمان بالنبي ومصداقيته. فهذه المعجزات تُعد دليلا واضحا على صدق رسالتهم، وهي مرادفة للتوفيق الإلهي لهم لإنجاز مهمتهم الربانية. كما أنها توضح القدرة غير المحدودة لله سبحانه وتعالى وبالتالي تعزيز الثقة الراسخة بالإيمان بهم.
يمكن تعريف المعجزة بأنها عمل خارج حدود الطبيعة المعتادة والمألوفة لدى البشر، مرتبط ارتباطا وثيقاً بتأكيد شخص ما لدعوى النبوة. إذ أنها دليل حيوي على صدق claims of prophethood, وهي نتيجة مباشرة لقوة خالق الكون وليس للنبي نفسه. وعلى سبيل المثال، عصا موسى -عليه السلام- لم تكن سوى قطعة خشبية عادية حتى تحولت إلى ثعبان كبير بواسطة فعل قوى أعلى منه بكثير.
وفي نهاية المطاف، يبقى الإيمان بمعجزات الأنبياء جزءا روحانيا عميقا ومتأصلا في قلوب المؤمنين، ويعكس مدى تقديسهم واحترامهم لشخصيات هؤلاء الرجال الذين اختارهم الله لتحقيق مصالحه السامية ضمن رحمة وخير عباده الإنسانيين.