الأمهات رحمةٌ وسند، نعمةٌ من الله

في كل بيتٍ عربيّ، تحتلُّ الأم مكانةً خاصة؛ فهي الرعاية والعطف والحنان. ولكنَّ ما يحدث عندما تغادر الحياة التي عشناها معها؟ كيف يمكننا الاحتفال بها بعد

في كل بيتٍ عربيّ، تحتلُّ الأم مكانةً خاصة؛ فهي الرعاية والعطف والحنان. ولكنَّ ما يحدث عندما تغادر الحياة التي عشناها معها؟ كيف يمكننا الاحتفال بها بعد الرحيل؟ هذا هو الموضوع الذي سنستكشفه اليوم.

إن الحديث عن الأم المتوفاة ليس بالأمر الهين، فهو مزيج مِن الحزن العميق والحنين إلى ذكريات الماضي الجميل. لكنْ يجب علينا كمسلمين أن نذكر دوماً بأن الموت حق لكل نفسِ بشرية، وأن الأموات عند ربِّهم يرزقون ويتلقون الأجر والثواب على أعمال حياتهم الطيبة إن شاء الله تعالى.

تلك الابتسامة الدافئة حين دخلت الغرفة، النظرات المشجعة خلال مواقفنا الصعبة، يدها الناعمة تضمد جروح قلوبنا... هذه هي الأمهات لما لهن من أهمية كبيرة في حياتنا. حتى وإن غابوا جسديًا، تبقى ذكرى حبهم وبركاتهم معنا دائمًا.

إحدى طرق تكريم ذكراهن العزيزة تتمثل في التأدب والاحترام لوصاياهن وأوامرهن. مثل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله". فعلى الرغم مما قد يبدو أنها وصايا بسيطة، إلا أنها تعكس عمق تقدير الإسلام لأهمية بر الوالدين واحترامهما حتى بعد انتقالهما للعالم الآخر.

كما يُعتبر الدعاء لهم أحد وسائل التواصل الروحي القوي بين الأحياء والأموات المؤمنين. فالدعوة بالرحمة والمغفرة للأم المتوفاة ليست فقط مصدر عزاء لنا ولكنه أيضًا عبادة تقربنا أكثر نحو جوهر إيماننا بديننا الإسلامي السمح. قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". إذًا، فإن الاستمرار في عمل الخير باسم أمهاتنا وتذكرهن بالخير يبقى جزأ مهمًا من تراثنا وعلاقتنا بهم رغم ابتعاد المسافة.

وفي النهاية، دعونا نتذكر دائما تلك المقولة الشهيرة "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق"، وهي تشهد مدى تأثير ودور الأمومة الفريد في بناء مجتمع قيم ومحترم وفقا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. فلنحافظ على تراثنا وانكسارك بحب وبر تجاه أمهاتنا سواء كانوا بين ظهرانينا الآن أو فارقونا منذ زمن طويل عبر الاعتماد على حكمة القرآن والسنة النبوية الشريفة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات