حكم صيام التطوع للمريض: بين الإمكانية والضرورة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: يُعتبر صيام التطوع من الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم القيام بها، إلا أن هناك حال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

يُعتبر صيام التطوع من الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم القيام بها، إلا أن هناك حالات قد تجعل الصيام مشقة على المسلم، خاصةً إذا كان مريضًا. في هذه الحالة، يجب مراعاة حالة المريض ومدى قدرته على الصيام.

وفقًا لقوله تعالى في سورة البقرة (2:184): "ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر"، فإن المريض الذي لا يستطيع الصيام بسبب مرضه يُعفى من الصيام ويجب عليه قضاء ما أفطره من أيام رمضان في أيام أخر عند قدرته على ذلك.

إذا كان مرض المريض وعجزه عن الصوم لا يرجى زواله حسب تقرير الأطباء، فيجب عليه إطعام عن كل يوم أفطرته مسكيناً نصف صاع من بر أو تمر أو أرز أو نحو ذلك مما يأكله أهلها في بيوتهم.

أما بالنسبة للمسافر، فالأفضل له أن يفطر، ولكنه لو صام أجزأه. ومع ذلك، يجب على المسافر والمريض قضاء صيام ما أفطره من أيام رمضان في أيام أخر.

فيما يتعلق بصيام التطوع، فإن المريض الذي يشق عليه الصوم مشقة فادحة لمرضه يُعفى من الصيام، وإن علم أو غلب على ظنه أنه يصيبه ضرر أو هلاك بصومه وجب عليه الفطر؛ دفعاً للحرج والضرر.

ومن المهم أن نذكر أن الواجب على المسلم أن يُخلص عبادته لله، وأن يبتغي بطاعته وجهه تعالى. لذلك، يجب على المريض أن ينوي الصيام بنية القربة والاستشفاء من مرضه، دون أن يشرك بين نية القربة وأمراً آخر مباحاً.

وفي الختام، يجب على المريض أن يراعي حالته الصحية عند التفكير في صيام التطوع، وأن يستشير الطبيب إذا كان هناك شك في قدرته على الصيام. وفي جميع الأحوال، فإن الله تعالى يقدر للمسلم الأجر والثواب على نيته الطيبة وحرصه على طاعته.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات