• صاحب المنشور: أسيل البرغوثي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مع تطور هذه التقنية بسرعة كبيرة، يطرح استخدامها العديد من الأسئلة الأخلاقية والدينية. بالنسبة للمسلمين، فإن موضوع الخصوصية، العدالة، واستخدام التكنولوجيا لأغراض نبيلة هي بعض القضايا الرئيسية التي تحتاج إلى النظر فيها.

الجانب الأول الذي يستحق المناقشة هو قضية الخصوصية. الإسلام يعطي أهمية كبيرة لاحترام خصوصية الأفراد. البيانات الشخصية تعتبر ملكًا للفرد ولا يمكن مشاركتها أو استخدامها بدون إذن واضح ومباشر. هذا الرأي ينطبق أيضًا على بيانات المستخدمين التي يتم جمعها بواسطة الأجهزة والأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. لذلك، هناك حاجة لبناء وتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم حقوق الخصوصية الفردية كما حددتها الشريعة الإسلامية.

عدالة النظام

تُعتبر العدالة إحدى الأعراف المركزية في الثقافة الإسلامية. فإذا كانت خوارزميات الذكاء الاصطناعي غير عادلة أو تم تصميمها بناءً على بيانات متحيزة، قد تؤدي إلى نتائج ظالمة وغير متوازنة. يجب تطوير وتحقيق الذكاء الاصطناعي بناءً على قواعد وأنظمة تعكس العدل والإنسانية وفقاً للشريعة الإسلامية.

من ناحية أخرى، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق الخير والصالح العام. مثلما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص". يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المساعدة في مجالات الصحة العامة، التعليم، والتواصل الاجتماعي، مما يساهم في تحقيق مجتمع أكثر انسجاما وبناءا على القيم الإسلامية. لكن، يجب الحرص دائمًا على أن تكون جميع الاستخدامات موافقة للإرشادات والقوانين الدينية.

وفي النهاية، نرى بأن الإسلام يدعو إلى التفكر والاستعداد للتغيير المستمر. ولذلك، حين نواجه تكنولوجيات جديدة كالذكاء الاصطناعي، يتعين علينا فهمها ودمجها ضمن اطارنا الروحي والمعرفي بطرق تحقق التوازن بين الاستخدام الحديث للقانون القديم. بالتالي، بينما نعترف بإمكانيات الثورة الصناعية الجديدة، ندعو أيضًا لضمان أنها تتفق مع مبادئنا وقيمنا الإيمانية.