ورد ذكر غزوة أحد في سورة آل عمران في القرآن الكريم، حيث اشتملت الآيات من (121) إلى (175) على تفاصيل هذه الغزوة التاريخية. وقد نزل من القرآن في هذه الغزوة ستون آية، كما ذكر ذلك العلماء. تبدأ الآيات بقوله تعالى: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم" [آل عمران: 121]. ثم تتابع الآيات لتروي أحداث الغزوة، بما في ذلك خيانة بعض المنافقين، وتنازع الصحابة، وفشلهم في البداية، قبل أن ينقلبوا إلى النصر بفضل الله وتوفيقه.
وتعد غزوة أحد من أهم الغزوات التي ذكرها القرآن الكريم، حيث تحمل دروسًا وعبرًا مهمة للمسلمين. فقد كانت هذه الغزوة بمثابة درس قاسٍ للصحابة، حيث أدركوا سوء عاقبة المعصية والفشل عندما خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أظهرت الغزوة قوة إيمان الصحابة وثباتهم، حيث استمروا في القتال رغم الهزيمة الأولية، مما أدى إلى نصرهم في النهاية.
ومن الآيات التي تشير إلى أسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد قوله تعالى: "ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين" [آل عمران: 152]. هذه الآيات تسلط الضوء على أهمية اتباع أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجنب المعصية، والاعتماد على الله في كل الأمور.
وفي نهاية المطاف، تعد غزوة أحد درسًا حيًا في تاريخ الإسلام، تحمل دروسًا قيمة للمسلمين عبر العصور. ومن خلال دراسة هذه الآيات القرآنية، يمكننا أن نستخلص العبر ونستلهم القوة والإيمان من صمود الصحابة وثباتهم في وجه الشدائد.