كان المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- أول من غزا بفرسه في سبيل الله، وذلك في غزوة بدر الكبرى. هذا ما جاء في كتب التاريخ مثل "المنتظم" لابن الجوزي، و"الطبقات" لابن سعد، و"تهذيب الكمال" للمزي. وقد كان المقداد -رضي الله عنه- فارسًا شجاعًا ومقدامًا، حيث لم يتأخر عن تلبية نداء الجهاد حتى في كبر سنه.
المقداد بن الأسود، أحد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة القضاعي الكندي. سمي بالأسود نسبة إلى الرجل الذي تبناه وهو الأسود بن عبد يغوث. كان المقداد أول فارس في الإسلام، ومن السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم. رغم ذلك، لم يخبر سيده الأسود بن عبد يغوث بإسلامه خوفًا من عقوبة شديدة. تزوج المقداد ابنة عم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب.
في غزوة بدر، كان المقداد الفارس الوحيد، وقد كان له موقف عظيم عندما استشار النبي الكريم الناس في قتال قريش. قال المقداد: "امضِ ونحن معك". توفي المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- بأرض الجرف سنة ثلاث وثلاثين للهجرة عن عمر ناهز السبعين عامًا، ودفن في مقابر البقيع بالمدينة المنورة.
