تعتبر سورة الإنفطار إحدى سور القرآن الكريم التي تحمل بين طياتها معاني عميقة ومواضيع هامة حول يوم القيامة والحساب والعقاب أو الثواب. وفي هذا السياق سنقوم بشرح بعض مفرداتها ومدلولاتها.
تنطلق السورة بالقول "إذا الشمس كورت"، وهذا يشير إلى نهاية العالم وتكوير الشمس -أي تقريبها لبعضها البعض حتى تصبح كرة واحدة متجمعة-. هذه الظاهرة تعكس شدة العذاب والخراب الذي سيحدث أثناء الافتراق الأخير للبشر أمام محكمة الرب عز وجل. ومن ثم تأتي الآية التالية لتؤكد على ذلك قائلةً "وإذا النجوم انكدرت"، أي إذا اختلط نور النجوم وفقدت ميزتها الطبيعية، مما يعزز فكرة الزلازل الكونية الخطيرة التي ستقع قبل قيام الساعة.
بعد سرد العديد من علامات الساعة القريبة والمباشرة، تبدأ السورة باستعراض أحوال الناس يوم الحساب الدقيق. حيث يُورد الوعد بالنار لمن عصى الله وأعرض عن أمره، ويُذكر الجنة الواسعة ذات الأبواب المتعددة للمطيعين الموحدين الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وفي كل مرحلة، تتكرر عبارة "وما يدريك ما هي" للتأكيد على عظمة الجنة والنار وخفاء صفاتهما عن البشر.
وفي الجزء الأخير من السورة، هناك دعوة واضحة للاستعداد لهذه اللحظات الهائلة عبر تنبيه المؤمنين بضرورة العمل الصالح والاستمرار فيه. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول مشيراً للسور الطيبة: "(إنَّ الشَّمسَ لَتَضعُ رَغمَ عينٍ مُنصرِفٌ وَيكونُ أهلُ الإسلامِ حينئذٍ يَرغبُ الفائزون منهم فيما عند ربِّهِمْ)". إن فهم ومعرفة مدلولات كلمات مثل "الانفطار"، و"الاختلاف"، و"النوران"، يقدم لنا رؤية أكثر شمولاً ودقة لسورة الإنفطار المباركة.