تفسير قول الله تعالى فسيكفيكهم الله: دراسة في آيات سورة الأنفال

يعد تفسير قول الله تعالى "فسيكفيكهم الله" في سورة الأنفال (138) من الآيات التي تحمل دلالات عميقة في مجال التوحيد والجهاد. هذه الآية تأتي في سياق رد ال

يعد تفسير قول الله تعالى "فسيكفيكهم الله" في سورة الأنفال (138) من الآيات التي تحمل دلالات عميقة في مجال التوحيد والجهاد. هذه الآية تأتي في سياق رد النبي محمد ﷺ على تحديات اليهود والنصارى الذين كانوا يحاولون إبطال دعوة الإسلام.

في الآية (138)، يقول الله تعالى: "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". هذه الآية تعبر عن الثقة الكاملة في قدرة الله على حماية رسوله ﷺ من أعدائه. فالله سبحانه وتعالى هو القادر على دفع الأذى عن رسوله، وهو السميع لما يقولون، والعليم بما يبطنون من مكائد وأذى.

وتتبع الآية (139) نفس السياق، حيث يقول الله تعالى: "قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ". هنا، يرد النبي ﷺ على تحدي اليهود والنصارى بأنهم ليسوا أفضل من المسلمين في توحيد الله، وأن لكل منهم أعمالهم التي سيجازيهم الله عليها. ويؤكد على أنهم مخلصون لله وحده، بينما هم يشركون به.

ثم تأتي الآية (140) لتؤكد على أن الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وأن كل شيء بيده سبحانه. وتختتم الآيات بذكر قصة إبراهيم عليه السلام وأبنائه، حيث يؤكد الله على أن إبراهيم كان مسلما حنيفا، وأن أبنائه كانوا مسلمين.

هذه الآيات تحمل دلالات مهمة في مجال التوحيد والجهاد. فهي تؤكد على ثقة المسلمين في قدرة الله على حماية رسوله وأتباعه، وتبين أن اليهود والنصارى ليسوا أفضل من المسلمين في توحيد الله. كما أنها تشجع المسلمين على الاستمرار في الجهاد في سبيل الله، مع الثقة الكاملة في قدرته سبحانه وتعالى.

وفي النهاية، فإن تفسير هذه الآيات يظهر أهمية التوحيد والجهاد في الإسلام، وكيف أن الله سبحانه وتعالى هو الحامي والمدبر لكل شيء.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات