الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعقيقة سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وقد أوضحنا أحكامها مفصلة في فتاوى سابقة، فراجع فيها الفتوى رقم: . وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما إذا كان يبقى شيء من بر الوالدين بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما. وبناء على ذلك، فإنه يجوز إنفاذ وصية الوالد بعد موته بذبح العقيقة عن إخوته المتوفين وهم صغار.
أما بالنسبة لذبح العقيقة بعد سنوات، فإذا كان الأب المذكور قد نوى العقيقة بما كان يوم الولادة فإن ذلك مجزئ، وإن كان الأولى ذبح العقيقة في السابع للولادة. ومع ذلك، فإن من لم يتمكن من فعل العقيقة في اليوم السابع من الولادة أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين، فله أن يفعل ذلك متى تيسر له.
ومن المهم أن نذكر أن العقيقة عبادة والعبادة لا تصح إلا بنية. قال الإمام النووي في المجموع: "ويشترط أن ينوي عند ذبحها أنها عقيقة كما قلنا في الأضحية". وبناء عليه، فيسن للأب العقيقة الآن عن من لم يبلغ من أولاده، ومن بلغ منهم فليعق عن نفسه.
وفي الختام، يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات إنفاذاً لوصية الوالد أو تيسراً للوقت، ولكن الأفضل أن يتم الذبح في اليوم السابع للولادة أو في أقرب وقت ممكن. والله أعلم.
