في الحديث القدسي المتعلق برؤية الهلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا". هذا الحديث يشير إلى أهمية الرؤية البصرية للهلال كوسيلة لتحديد بداية ونهاية الشهر القمري، وبالتالي بداية عيد الفطر وعيد الأضحى المباركان.
رؤية الهلال ليست مجرد حدث سماوي بسيط؛ إنها جزء أساسي من التقويم الإسلامي. يتم استخدام هذه الطريقة لمعرفة دخول وغروب كل شهر من الأشهر الحرم - وهي أشهر مكة المكرمة الثلاثة التي يحرم فيها القتال حسب القرآن الكريم. لذلك، فإن مشاهدة الهلال تحدد أيضاً فترة الحج والعمرة وغيرها من المناسبات الدينية الهامة.
عندما يرى المسلمون الهلال بالعين المجردة أو عبر وسائل متقدمة لرصد الفضاء، يعلمون حينئذٍ بدخول الشهر التالي. وفي حال عدم القدرة على رؤيته بسبب ظروف مثل الغيم الكثيف، يتم الاعتماد على حسابات علم الفلك لتأكيد وجوده بناءً على الموقع الجغرافي والتوقيت المحلي. وفي بعض البلدان الإسلامية، تتم تشكيل لجنة خاصة لمراقبة الهلال وتقرير موعد بداية الشهر الجديد أو انتهاء الصيام خلال رمضان.
وبذلك، يمكن اعتبار الحديث الشريف دليلاً عملياً على طريقة اعتماد المسلمين على مر العصور في تنظيم حياتهم الدينية بما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الخالصة.