تعكس آية "ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون"، المذكورة في سورة الزمر (39/68)، جانبًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية وهو يوم القيامة. تشير هذه الآية الجليلة إلى لحظة إعادة الروح للجسد بعد النوم النهائي، عندما ينفخ جبريل عليه السلام في صُور (قرن خاص بالإعلان) بناءً على أمر الرب جل وعلا. وبذلك تبدأ عملية الحساب والميزان التي يخضع لها الجميع بلا استثناء أمام سلطان الحق سبحانه وتعالى.
بيان معاني المفردات والتراكيب:
- (ونُفِيخ في الصورة): يشير الضمير "هو" إلى الملك جبريل عليه السلام، والذي سينفخ في صورة القرن بإذن الله تعالى. إن عدم ذكر اسم جبريل مباشرة يدل على معرفتنا الدينية به وعلى أهميته باعتباره أحد المرسلين. أما قصة صور فهو قرن مقدس مصمم لإصدار نداء شديد القدرة قادرٌ على إيقاظ الأحياء والأموات alike. وقد جاء وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه "قرن يُنفخ فيه". رغم غياب التفاصيل حول مداه الطبيعي وأبعاده الفيزيائية، فإننا نعلم أنّ قدرته عظيمة للغاية وفقًا للتوجيهات الإلهية وحدها تعرف تفاصيلها حق المعرفة.
- (الأجداث): يقصد بها القبور وهي أماكن دفن البشر حيث تغدو أجساد المتوفى مجرد أشلاء وفراغات فارغة قبل نهوض الأرواح مجددًا للعودة إليها وإعادة تجميعها بشكل مثالي بواسطة قوة الخلق الإلهي القادر فوق كل طاقة وحكمة بشرية. وهذا يعني أنه عند النفخة الأخيرة للنشر والحياة الأخرى، سيتم جمع أجزاء الجسم المختلفة الموجودة داخل نفس الموقع الأخير حيث تم حفظ رفاته خلال فترة وجوده الأرضي.
- (ينسلون): تعني حركة سريعة ومندفعة نحو الانتقال الجماعي للأجيال الجديدة باتجاه وجهتهم المشتركة وهي مواجهة خالق هذا النظام الجامد والقائم بنشوئه مرة أخرى لرؤية وجبر حقوق المدعى عليهم أثناء جلسات التحقيق الخاصة بهم والتي يمكن اعتبارها محاكمات روحية ذات طبيعة نهائية لا رجوع منها إذ أنها مقدرة مقدوراها حسب علم الغيب لدى القدير مطلق الذات الواحد الرحمان الرحيم المجيد المنعم بكل انواع البركات والنعم الظاهرة والباطنة... إلخ مما لا نهاية لأوصافه الحميدة جل ثناؤه عز وجل.
القضايا العقدية المستخلصة من الآية:
هذه الآيات القرآن الكريم تؤكد عدة معتقدات أساسيه تتعلق بمراحل مختلفة لعالم ما بعد الموت بما فيها :
- الحقيقة المؤكدة للقيامة: تأكيد وجود حالة حياة عقب موتها الجسدية مؤقتة فقط كمهد لمستقبل خالد يصنفه الفرقان الكريم بحسب أعمال المرء وخياراته خلال رحلات العمر القصيرة نسبياً بالمقارنة بفناء الدهور والأزمان ونشأة خلق جديد ترتكز قاعدته الإيمانية علي ثلاثة أمور رئيسية أولها الاعتقاد الراسخ بان هناك يوم محاسبة أخروي تقوم مقام ميدان امتحانات فعالة لتحديد المصائر المصيرية لكل فرد يعمل بشهادته الحرّة والإختيارات الشخصية المسؤولة سواء بسواء تجاه المطالب الاجتماعية والدينية العامة .
- ترتيب مراحل النفخ الثلاث: بينما اقترح بعض الفقهاء كالسفاريني ومن تبع مذهبه ظهور ثلاث حالات تنفس متفاوتة بتكاليف وشروط ملزمة ،٩%۹ المرجح والمعمول به بين أغلبية علماء الدين يكشف ان التجربة الأولى قد حدثت بالفعل سابقاً ولكن توقيع الحكم النهائي لصاحب السلطة الأعلى مازال مستظلاً بالسر المقدس لما تخفيه خططه الرشيدة للحتم السياسي التاريخي المرتقب للغاية المعلومة منذ الأزل للعقل الناظر والفكر الناقم والجنان المكشوف بصيرة لمن فتح باب اليقين لفهمه واستيعابه وردعه لبقاء نظامه الداخلي بدون خلطة ضلال خارج النص المرجعي الأصيل لهذه الحركة الإنسانية الفطرية برمتها ....الخ (تفصيلات أخرى ممكنة لكن حدود الملخص تقضي بالحفاظ علی الحد الادنى اللازم للفكرة الرئيسية الموضوع تحت البحث العلمي المبسط).