إن للخشوع في الصلاة تأثير عميق على حياة المؤمن، فهو ليس مجرد أداء لحركة روتينية، بل هو طريق للتواصل مع الرب -تعالى- وبناء علاقة روحانية متينة. عندما ينصب تركيز المسلم بشكل كامل داخل الصلاة، فإن هذا الخضوع يجلب العديد من الثمار الجليلة والممتدة لكل من الدنيا والآخرة.
زرع حب الصلاة والإقبال عليها
الأمر الأبرز بين ثمرات الخشوع في الصلاة هو تطوير مشاعر محبة واحترام لهذه الشعيرة المقدسة. حيث يشعر المرء بأن الصلاة ليست عبئاً ثقيلًا، وإنما هي فرصة للاسترخاء والراحة النفسية. كما أكد القرآن الكريم:" واسْتَعِنُّوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِين." [البقرة:45]. هنا يُشير الله تعالى إلى الصلاة باعتبارها مهمة شاقة إلا بالنسبة لأولئك الذين يخضعون لها ويقدمونها بحماس صادق.
دور الصلاة كرادع ضد المعاصي
تأثير آخر لخشوع الصلاة يكمن في قدرتها على ردع الأفراد عن ارتكاب الأعمال المنكرة والفاحشة. إذ تشدد آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل على أهمية الصلاة كمصدر للنصح الأخلاقي والاستقامة. يقول سبحانه وتعالى:" اتلّ مَا أُوحي إليك مِن الكتاب وأنصِتْ لربِّك وانصرِف عيناك عما قُبل وعاما وما تُبرِز وما تستتر".[العصر:19-22] لاحظ كيف ترتبط الصلاة ارتباط مباشرا برفض الانشغال بالأفعال المشينة والعادات غير القانونية.
البكاء من خشية الله: بوابة لدخول الجنة
بالإضافة لذلك، يساهم الخشوع النفسي المتحقق أثناء أداء فريضة الصلاة في تحفيز الرغبة الداخلية لدى الإنسان لتذكر رب العالمين وخوض تجارب مدروسة للغاية تؤدي لإظهار مشاعر الفرح والحزن المناسبة أمام ذكره جل وعلى. وقد ورد بشأن هذه الحالة تحديداً حديث نبوي يقضي بأنه "لن يدخل النار أحد بكى خوفاً من الله". وهكذا تحقيق حال مثل هذا يمكن اعتباره علامة بارزة نحو اكتساب مكان في جناته الواسعة بإذن الله.
تقريب المسلم لله وفضله بالموقف الأفضل عند الحشر
عند وضع نفوسنا ضمن إطار رسم بياني لمراحل حياتنا القصيرة جدا مقارنة بلوثات رحمة الله وفرائضه، يصبح واضحا لمن له بصيرة كافيه مدى قرب خطوتين رئيسيتين تتعلقان بإقامة شعائر الدين بشكل صحيح ومتكامل تمام الوصف: اولهما مواجهة الذات مباشرة بالإقرار بطاعة وصراعات اليوم ومعرفة أسرار القدر الأعلى فيما يتعلقه بالحياة الأخرى وهو المواطن الثانية التي سندرك جميعاً أنها ستكون مؤلمة وغير قابلة للإعادة أبدا! حسب رأي عالم دين كبير عاش القرون الماضية 'ابن القيم' رحمه الله، فإنه بينما نشهد ظهور مصطلحات جديدة كال"مودرن" وآخرون أصروا على عدم تغيب الماضي عنه عبر التألق بإنجازات علماء الزمن الحديث إلا أنه مازال يفسر طبيعية تواجد البشر الآن قائلاً "إن للعبد موقتان فقط اثنان؛ الاول منهما حين يقوم ليقيم صلواته تجاه ملك الملوك الأعظم والأعلى مرتبه! أما الاحتفالات التالية فهي تلك اللحظة الأخيرة والتي سيقر فيها الجميع بمكانتهم النهائية بعد مرور جميع الاعوام'.
زيادة الإيمان وزراعة بذور الرحمة الإنسانية داخليا وخارجياً
ومن عجائب خضوع الصلاة كذلك، كونها سبب لاستدامة استثمار قوة الروح والقلب نحوه سبحانه وتعالى ملء قلوب خلقه بنسمات نقاوة وروحية صادقات فعالة بتغيير واقع المجتمعات المضطهده اجتماعيا واقتصاديا. حيث يتحول مساران ثابتان هما اليقين والثبات الروحاني لقاعدة اساسية لتحقيق انجاز فردي وجمعي أيضا سواء كانت نتائج تلك العملية تنصب لصالح انقاذ ذات سوء خلق ام ترقية مستوى احترام ثواب عمل صالح قد تم تقديمه سابقا بشروط شرعه العزيز.
وسائل لتحقيق الخشوع أثناء أدائها
تحفيزا للحفاظ على حالتك الخاصة المثلى المصنوعة خصيصا لك، يمكنك أخذ زمام زمام مسؤوليات تؤنس نفسك بهذا العزم التالي:- الاستعداد الذهني المبكر لما يسمى بدقيقة التجرد الداخلي وهي مرحلة تفادي عوامل التشويش خارج جو الصلوات المفروضة . تعمل عملية التحضير العقلي لفترة زمنية قصيره بالسابق علي جعل التركيز مركز أكثر انسجاما أثناء جلسة الدعاء مع نفسه.- إدراك محدوديتها الطبيعية وعديمة جدوى اغراق التفكير ب امور دنيوية بغرض صرف انتباه واحد عنها نهائي ، فلابد لنا نحن سكان الأرض ان نعترف بسطحية وجودنا المقنع منذ بداية ولادتنا وانتهاء مماتها الغريبة حقائقها ! وهذا توضحه بروح تسليم مطمئنه دعوة نبينا محمد صلى الله وسلم