التعامل مع مرض النرجسية: منظور إسلامي

في الحوار الديني والعلمي حول الصحة النفسية، يبرز مفهوم "النرجسية"، وهو مصطلح يشير إلى حالة نفسية تتميز بالغرور المفرط واحترام الذات الزائد. في المنظور

في الحوار الديني والعلمي حول الصحة النفسية، يبرز مفهوم "النرجسية"، وهو مصطلح يشير إلى حالة نفسية تتميز بالغرور المفرط واحترام الذات الزائد. في المنظور الإسلامي، يمكن النظر إلى هذه الحالة كجزء من مجموعة واسعة من القضايا النفسية التي تحتاج إلى الرعاية والعلاج المناسبين.

وفقاً للشريعة الإسلامية، يتم تقييم الشخصية الإنسانية بناءً على عدة عوامل أساسية. أولها الإيمان الصادق بالله سبحانه وتعالى، والذي يجب أن يؤدي إلى تواضع واعتراف بأن كل ما لدينا هو هبة منه عز وجل. الغرور المفرط والنرجسية تبدوان متناقضات لهذه الآراء الإسلامية. القرآن الكريم والسنة النبوية يشددان على أهمية التوازن بين الثقة بالنفس والتذكر المستمر لحدود الإنسان وضعفه أمام قدرة الله الواسعة.

العلاج في الإسلام غالباً ما يأخذ شكلاً دوائياً روحيًا واجتماعيًا. بالنسبة للنرجسية، قد تشمل الخطوات العلاجية ما يلي:

  1. التذكير بالقيم الإسلامية: التأكيد على قيمة التواضع والإخلاص في العمل وتقديم المساعدة للآخرين بدلاً من التركيز فقط على الذات.
  1. العلاج النفسي المتخصص: رغم عدم وجود اعتراف رسمي بالعلاج النفسي الحديث ضمن الشريعة الإسلامية مباشرة، إلا أنه يُنظر إليه بشكل عام كممارسة مقبولة عندما تكون تحت إشراف متخصص مؤهل ويتم تنفيذها بطريقة تتوافق مع القيم الأخلاقية والدينية للمريض.
  1. الدعم الاجتماعي: المجتمع الإسلامي يدعم الأفراد الذين يعانون من مشكلات صحية نفسية مثل النرجسية. الشبكات الاجتماعية داخل الجماعة المسلمة توفر بيئة داعمة ومحفزة للتغيير الإيجابي.
  1. الصلاة والاستغفار: الدعاء والصلاة هما وسيلتان رئيسيتان لتطهير القلب وتحسين الروحانية لدى الفرد. الاعتقاد بأن الصلاة تحدد الاتجاه نحو الرحمة والتوجيه الإلهيين يمكن أن يساعد في تحويل تركيز الشخص بعيداً عن نفسه تجاه رضا الرب والحاجة للأخوة الإنسانية.
  1. القراءة الدينية: تعليم التعاليم الإسلامية بشكل عميق ودقيق يمكن أيضاً أن يساهم في فهم طبيعة الحياة الدنيا وأهميتها الأبدية، مما قد يخفض من مستوى الغرور والحاجة للاعتراف الذاتي غير المشروع.

في النهاية، يجب أن نتذكر دائماً أن علاج النرجسية -أو أي حالة أخرى- ليس مهمته تغيير الآخرين ولكن مساعدتهم على العثور على طريق راحة البال الداخلية والأمان الداخلي بما يتماشى مع التعاليم الإسلامية الخالدة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات