تعد آية "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا" من الآيات البالغة الأهمية في القرآن الكريم، حيث تسلط الضوء على حكمة الله تعالى في خلق البشر وتنوعهم. هذه الآية الكريمة تذكرنا بأن الله سبحانه وتعالى خلق البشر من ذكر وأنثى، ثم قسمهم إلى شعوب وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا.
في هذه الآية، يوضح الله تعالى أن الشعوب هي مجموعات كبيرة من الناس ينتمون إلى أصل واحد، مثل العرب والأتراك والفرس وغيرهم. أما القبائل فهي التجزئات التي تتجزأ إليها الشعوب، مثل قريش وغطفان وسبأ، وهي قبائل عربية. هذه التنوعات ليست لأجل التفاخر أو التفاضل بين الناس، بل لأجل التعارف والتعاون.
إن حكمة الله تعالى في جعل البشر شعوبًا وقبائل هي لكي يتعارفوا ويتعاونوا، مما يؤدي إلى التناصر والتعاون والتوارث والقيام بحقوق الأقارب. كما أن معرفة الأنساب مطلوبة ومشروعة، لأن الله جعل البشر شعوبًا وقبائل لأجل ذلك.
ومن الفوائد المهمة لهذه الآية أن الكرم الحقيقي عند الله هو الكرم بالتقوى، وليس بالانتماء إلى قبيلة أو شعب معين. فكلما كان الإنسان أتقى لله، كان عند الله أكرم. وهذا يدل على أن التقوى هي أساس الكرامة الحقيقية عند الله.
وفي الختام، فإن آية "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا" تذكرنا بحكمة الله تعالى في خلق البشر وتنوعهم، وتؤكد على أهمية التعارف والتعاون بين الناس، وتبين أن الكرامة الحقيقية عند الله هي بالتقوى.