تعتبر سورة لقمان واحدة من السور القرآنية التي تحتوي على العديد من المواضيع العميقة والمفصلة حول العقيدة الإسلامية. ومن بين هذه المواضيع الهامة "الغيبيات"، وهي الأمور المرتبطة بالحياة بعد الموت والحكم الأخروي والعلاقة مع الله سبحانه وتعالى. يتناول هذا البحث باستفاضة الحلقات الخمس للغيبيات الواردة بشكل بارز في سورة لقمان.
أولاً، تؤكد الآيات الأولى لسورة لقمان على ضرورة الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كجزء أساسي من عقيدتنا. يقول تعالى: "لقد آتاكم الله في الكتاب أن إذا جئتكم رسولا يقرأ عليكم آيات الله وأخذتم منها ميثاقا قالوا إني بليت كما بليتم ولقد علمت ما ليس علمون". تسعى هذه الآية لإثبات أهمية اتباع الرسالة النبوية والإقرار بأن النبي بشر مثلنا ولكنه محمي بالنعمة الربانية.
ثانياً، يشير النص إلى يوم القيامة وجزائه الأبدي سواء كان رحمة أم عذاباً. وفي ذلك يقول عز وجل: "وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحَظًا وَوَسْعًا طُوبَىٰ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاةٍ دَائِمِينَ". هنا يعرض القرآن التشجيع للمتقين الذين يعملون الصالحات ويستحقون الراحة والسعادة الدائمة عند رب العالمين.
ثالثاً، يفسر القرآن أيضاً طبيعة الحياة الدنيا وكيف أنها مجرد اختبار للإنسان قبل الرحلة الأخيرة نحو الجنة أو النار. يؤكد فرضية أن الأعمال الطيبة والأفعال الشريرة ستوزن بميزان العدالة في اليوم الآخر مما يعطي الفرصة لكل شخص لتبرئة نفسه أمام حساب الله.
رابعاً، يُذكر مصير المنافقين الذين ادعوا الإسلام بينما كانوا مخالفين له سرّا. تصف سورة لقمان هؤلاء الأشخاص بتفصيل واضح قائلاً: "إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنكم صدودًا". وهذا يؤكد على أنه مهما حاول البعض التستر خلف الأقنعة الزائفة فإن الحق سينكشف حتماً.
وأخيراً وليس آخراً، تشدد السورة على قدرة الله المطلق وحكمته الثابتة عبر الزمن. تُشبه هذه الوحدات الأربع المتنوعة للأحداث الغيبية خيوط النسيج التي تمتزج مع بعضها البعض وتشكّل صورة شاملة عن نظام الكون وعظمة خالق البشر. بهذا المدى الواسع للحكمة والقوة الإلهيين، يصبح المستقبل أكثر وضوحاً بالنسبة لنا جميعاً.
إن فهم these five aspects of the unseen in Surah Luqman يساعد المؤمن على رسم طريق مستقيم واتخاذ القرارات بناءً على أساس العقيدة القوي والثقة الكاملة بنظام الحكم الإلهي العادل.