على مر التاريخ، برز العديد من العلماء الأفاضل الذين ساهموا بشكل كبير في إثراء وتطور المذهب الشافعي، والذي يحمل اسم مؤسِّسه الكبير، الإمام محمد بن ادريس الشافعي. إليكم بعضًا من أبرز تلك الأعلام وفق التسلسل الزمني لتاريخ ميلادهم:
الإمام الشافعي (150 هـ - 204 هـ): المؤسس والباني
محمد بن إدريس الشافعي هو أحد أعلام السنة الثلاثة، ويعتبر صاحب المذهب الرابع والأحدث بين مذاهب المسلمين الأربعة المعتمدة. نشأ منذ طفولته وسط بيئة دينية وثقافية غنية، مما مهد الطريق له ليصبح عالمًا بارزًا لم يكن مجرد فقيه ولكن أيضًا مفكر وفيلسوف. قام بإصدار رسالتين مشهورتين، الأولى كانت عندما كان يعيش في العراق والثانية حين استقر بمصر؛ هاتان الكتابتان تُعتبران أساسيين لكل دارسة للفقه لدى متابعي هذا النهج الديني. بالإضافة لهذه الأعمال الرئيسية، فقد حرّر كتاب 'الأم' الذي جمع فيه معظم آرائه القانونية والفقهية والتي اتبعها لاحقا الكثير ممن جاءوا بعده.
الإمام عبد الملك الجويني (419 هـ - 478 هـ): إمام الحرمين وصاحب التصانيف النافعة
ولد أبو المعالي عبد الملك بن يوسف في مدينة جرجان شمال إيران قبل انتقاله للعاصمة الثقافية آنذاك ببلاد فارس وهي نيسابور حيث واصل تعليمه تحت اشراف والده حتى أصبح خليفته بالحلقات الدراسية هناك وفي مساجد المدينة المقدسة Mecca أيضا. ترك لنا تراثًا أدبيًّا ضخمًا يشمل مجموعة واسعة ومتنوعة تتضمن كتبًا مرجعية مهمة مثل 'الورقات' حول اصول الفقه, وكذا كتاب آخر بعنوان 'نهاية المطالب' المتخصص بالنظر فيما يسمى بمناهج المذهب الشافعي وبالتالي يقع ضمن مجال تحقيق وغوص عميق داخل تفاصيل ذلك التقليد العقائدي والمعرفة المستندة إليه.
الإمام أبو حامد الغزالي (450 هـ - 505 هـ): الفقيه المفسر والمؤلف الشهير
اشتهر الشيخ العالم بحكمته وزهد حياته وحبه للعبادة والحكمة التي امتدت لأعماله الأدبية سواء منها المنشورات الخاصة بالأديان كالكتاب الشهير 'إحياء علوم الدين', مثله مثل المؤلفات الاخرى بصورة عامة والقانونية خصوصًا حسب رؤيته الشخصية والتي يمكن تلخيصها أكثر عبر النظر مطولا بكلا مؤلفهما الآخرين وهما 'الملخص الوافي' و'اقتصاد في الاعتقاد'. كما أنه قد ألف عددا كبيرا للغاية مما يدخل ضمن باب التفاسير بينما يتمثل جانب منه في تأليف عدة كتب أخرى متعلقة بشكل مباشر بفقه والشريعه الاسلاميه كذلك. عاصر فترة غزارة إنتاج وتراجم أعمال العديد منهم بما فيها تلامذة الامام نفسه الذين ورثوا عنه نهجه وسيلة لإبداع المزيد للبحث والدراسه مستقبلاً بإطار ذات روح وروحية فلسفية واحدة مشتركة تربط الجميع مع مرور الوقت .
هذه فقط نماذج مختصرة لعظمة رجال جعلتهم اساطير في مجالات مختلفه لكنهم يكنزون عبقرياتهم داخل أحضان نفس المدرسة التعليمية الدينية القديمة المبنية على دعائم ديننا الاسلامي الحنيف.