الكبرياء والغرور: آثارهما المدمرة على تماسك مجتمع رمضان

في أجواء شهر الرحمة والمغفرة - رمضان المبارك، يتسلل علينا عادة خطيرة قد تهدد بنسيان جوهر هذا الشهر العظيم وتعاليمه النبيلة؛ وهي الكبر والغرور. فهذه ال

في أجواء شهر الرحمة والمغفرة - رمضان المبارك، يتسلل علينا عادة خطيرة قد تهدد بنسيان جوهر هذا الشهر العظيم وتعاليمه النبيلة؛ وهي الكبر والغرور. فهذه الصفات الدخيلة على النفس البشرية يمكن أن تشوه صورة المسلم الحقيقي وتنقص من قيمته الأخلاقية والدينية. إن شحّ الزمان بإيرادات مادية كبيرة أو اكتساب مكانة اجتماعية رفيعة ليست مبرراً للأنانية والكبرياء، فالله سبحانه وتعالى يحذرنا دائماً من الانغماس في الغرور ويحثنا على التواضع.

إن آثار الكبر والغرور عميقة الجذور ومؤذية للمجتمع ككل. عندما يتميز البعض بفكرة تفوقهم العقلي أو الاجتماعي، فإن ذلك غالباً ما يؤدي إلى إبعاد الآخرين وإحداث شعور بالإقصاء. وهذا بدوره يقوض الوحدة والتآزر داخل المجتمع الإسلامي. فالرسول ﷺ حذر بشدة من خطر الكبرياء قائلاً: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". لذلك، خلال أيام البركة والصيام، يجب علينا إعادة النظر في سلوكياتنا ومعتنياتنا للتأكد من أنها تعكس روح الإيمان والرحمة التي يمثلها رمضان حقاً.

علاوة على ذلك، يجدر بنا أن نتذكر بأن الله عز وجل هو مصدر كل الخير والنعم. لذا، ينصح القرآن الكريم بعدم الثقة بالنفس والسعي نحو التقرب منه عبر الأعمال الصالحة وليس بالاعتماد على الذات فقط. يقول الله تعالى في سورة الفجر: "وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً". هذه الآية تؤكد أهمية عدم الوقوع في شرك الاعتزاز بالنفس أمام خلق الله الواحد الأحد.

وفي ختام حديثنا حول هذا الموضوع، دعونا نستلهم القيم الروحية لأشهر الصيف ولنتخذ منها دروسا مهمة لنشر المحبة والتعاطف بين أفراد مجتمعنا. فلنرسم طريقاً جديداً مليئاً بالتسامح والخير والعطاء، مستمددين معاني رمضان الخالصة والتي تدعو إلى تقوية روابط الأخوة الإنسانية بغض النظر عن الوضع الاقتصادي أو المكانة الاجتماعية لكل فرد. هكذا سنكون بالفعل أبناءً صالحين لهذا الدين وأصحاب نفوس متواضعة متعاونة ومترابطة كما أمر ديننا الحنيف.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات