المدح المذموم في الإسلام هو كل مدح ينعدم فيه شروط المدح المباح، مثل عدم الصدق، أو مصاحبة النفاق، أو استخدام المدح كوسيلة للحصول على مصلحة، أو زيادة تكبر الممدوح وظلمه. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المدح المفرط الذي قد يؤدي إلى إعجاب الممدوح بنفسه، مما يؤثر سلبًا على نيته وأعماله.
هناك عدة مواقف يُذم فيها المدح:
- مدح الشخص بوجهه إذا ظن أن هذا المدح سيؤدي به إلى إعجاب أو غرور: قال ابن بطال: "حاصل النهي هنا أنه إذا أفرط في مدح آخر بما ليس فيه، لم يأمن على الممدوح العجب لظنه أنه بتلك المنزلة، فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالاً على ما وصف به".
- المبالغة في المدح والإطراء حتى يصل به الأمر إلى التكلُّف ومجاوزة الحقيقة: هذا النوع من المدح قد يسبب ضررًا للممدوح ويؤدي إلى التكبر والغرور.
- مدح الظالمين: هذا المدح قد يشجعهم على الاستمرار في ظلمهم وزيادة ظلمهم.
- مدح الرجل بأمر لا يدري حقيقته على وجه التأكيد: مثل مدحه بأنه صاحب تقوى وصلاح في دينه، فهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله.
ومع ذلك، يمكن أن يكون المدح محمودًا ومستحبًا إذا لم يكن فيه فتنة للمدوح ولم يكن فيه مبالغة أو قول بما ليس في الشخص. ومن المهم التمييز بين الشكر والمدح، حيث أن الشكر يكون على معروف أو إحسان قدمه الشخص، وهو مستحب ومن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.