آداب الزيارة والضيافة في الإسلام: توجيهات شرعية لتعزيز العلاقات الاجتماعية

الزيارة في الإسلام هي من الأمور التي حث عليها الشرع وأعطاها أهمية كبيرة، لما لها من أثر كبير في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين المسلمين. لذلك، وضع الإس

الزيارة في الإسلام هي من الأمور التي حث عليها الشرع وأعطاها أهمية كبيرة، لما لها من أثر كبير في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين المسلمين. لذلك، وضع الإسلام آداباً معينة يجب على المسلم مراعاتها عند زيارة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. من أهم هذه الآداب:

  1. نية صالحة: يجب على الزائر أن يستحضر النية الصالحة عند زيارته، سواء كانت لصلة الرحم أو زيارة الإخوان في الله. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرسى الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه". (رواه مسلم)
  1. الاستعداد للزيارة: ينبغي على الزائر أن يغتسل قبل دخول المدينة، ويلبس أنظف ثيابه، ويستحضر شرف المدينة وأهميتها. عند دخول المسجد، يقدم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج، ويصلي تحية المسجد بجنب المنبر.
  1. زيارة القبر الشريف: عند زيارة المدينة المنورة، يجب على الزائر أن يزور القبر الشريف، ويقف قبالة الشباك المتوسط للمقام، ويستدبر القبلة، ويستقبل جدار القبر الشريف. ثم يسلم على النبي ﷺ بأدب واحترام، ويقرأ سورة يس عند قدميه.
  1. زيارة قبور الشهداء: يستحب زيارة قبور الشهداء بأحد، خاصة يوم الخميس، ويبدأ بحمزة رضي الله عنه.
  1. زيارة مسجد قباء: يستحب زيارة مسجد قباء كل يوم سبت، لما روى عبد الله بن دينار أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يأتي قباء كل يوم سبت.
  1. زيارة المشاهد: يستحب زيارة المشاهد التي بالمدينة، وهي نحو ثلاثين موضعاً، فيقصد ما قدر عليه منها.
  1. الآبار التي توضأ منها النبي ﷺ: يستحب شرب الماء من الآبار التي توضأ منها النبي ﷺ أو اغتسل، وهي سبعة آبار.
  1. الضيافة: عند زيارة منزل شخص ما، يجب على الزائر أن يراعي آداب الضيافة، مثل عدم الإطالة في الزيارة دون إذن صاحب المنزل، وعدم إزعاج الأسرة أو إحداث ضجيج.
  1. الوداع: عند مغادرة منزل الضيافة، يجب على الزائر أن يودع أصحاب المنزل بأدب واحترام، ويشكرهم على حسن ضيافتهم.

بهذه الآداب، يمكن للمسلم أن يجعل من زياراته وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتعزيز الروابط بين المسلمين، بما يتوافق مع تعاليم الإسلام السمحة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات