الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يعد المبيت بمنى ليالي أيام التشريق من أركان الحج عند جمهور الفقهاء، حيث يرى المالكية والشافعية والحنابلة أن المبيت بمنى واجب، بينما يرى الحنفية أنه سنة. وقد وردت الأدلة الشرعية التي تدعم وجوب المبيت بمنى، منها قول النبي ﷺ: "لتأخذوا مناسككم"، حيث بات في منى، كما روت عائشة ﵂ أن النبي ﷺ مكث في منى ليالي أيام التشريق.
وعلى الرغم من أن النبي ﷺ رخص لعمه العباس أن يبيت في مكة ليالي التشريق من أجل السقاية، إلا أن كلمة "رخص" تدل على أن الأصل هو الوجوب، لأن الرخصة لا تقال إلا في مقابل أمر واجب وعزيمة. كما روى ابن عمر ﵄ أن عمر ﵁ قال: "لا يبيتن أحد من الحاج من وراء العقبة"، مما يدل على أهمية المبيت بمنى.
ومن ترك المبيت بمنى ليالي أيام التشريق بدون عذر شرعي، فعليه دم، وهو شاة تذبح في الحرم وتوزع على فقرائه، أو يمكن الإطعام بدلاً من الذبح. وهذا الدم واجب على كل من ترك المبيت، سواء كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً.
وفي الختام، فإن المبيت بمنى ليالي أيام التشريق هو واجب على الحاج، وتركه بدون عذر شرعي يوجب الدم على الفرد. والله أعلم.