الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، ومنها نعمة الإسلام التي تضمنت لنا أدعية نافعة ومباركة. أحد هذه الأدعية هو دعاء "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ"، والذي ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الدعاء يتضمن تعويذاً بالله تعالى من شر كل ما خلقه الله، سواء كان ذلك من الجن أو الإنس، أو من أي مخلوق آخر. كلمة "كلمات" هنا تشير إلى كلمات الله التامات، أي الكلمات التي لا نقص فيها ولا عيب، والتي تشمل القرآن الكريم، وأقضيته، وما وعد به.
وقد فسر بعض العلماء كلمة "كلمات" بأنها تشمل الأسماء الحسنى والصفات العلى، بالإضافة إلى الكتب المنزلة من عند الله. وهذا يدل على عمق هذا الدعاء وأهميته في حماية المسلم من الشرور والمكائد.
ورد هذا الدعاء في صحيح مسلم من حديث خولة بنت حكيم، حيث روت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك". وهذا يدل على أهمية هذا الدعاء في حماية المسلم في أي مكان يذهب إليه.
وفي الختام، فإن هذا الدعاء هو تعويذ بالله تعالى من كل شر، وهو دعاء نافع ومبارك، يستحب للمسلم أن يقوله في كل وقت وحين، خاصة عند دخول المنزل أو الخروج منه، أو عند الشعور بالخوف أو القلق. والله أعلم.