أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه، شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، ولد قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحوالي ثلاثة عشر عاماً تقريبًا. كان أحد أحفاد عبد المطلب وأحد أقربائة البعيدين للنبي الكريم. رغم أنه لم يكن من الأنصار ولكن كانت له مكانته الخاصة بين المسلمين الأوائل.
كان لابو سفيان دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية رغم عقبات كثيرة واجهها خلال مسيرته الروحية. يعود الفضل الكبير لإسلامه إلى زوجته أم حرام بنت ملحان التي اعتنقت الدين الجديد أولًا ثم أدت دوراً هاماً في تحويل قلب زوجها نحو الهداية. بعد فترة طويلة من التأثر بالدعوة والإعجاب بها، قرر أبو سفيان اتخاذ خطوات أكثر جدية لتحقيق السلام الداخلي الذي وجده ضمن صفوف المؤمنين.
إحدى اللحظات المحورية في رحلة إيمان أبي سفيان جاءت عندما أسلم تحت ظل شجرة بالقرب من مكة المكرمة. هذا الحدث يعتبر نقطة التحول الرئيسية في حياته الشخصية والدينية. منذ ذلك اليوم، أصبح واحداً ممن آمنوا برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبدأ يساهم بشكل فعال في تعزيز القيم الدينية والمعنوية الجديدة التي حملتها هذه الرسالة الخالدة.
على الرغم من تحديات الحياة والمصاعب التي قابلته، ظلت عزيمة أبي سفيان ثابتة ولم تتزعزع أبدًا. لقد عاش سنوات عديدة كمؤمن ملتزم ومخلص للدين الإسلامي حتى وفاته في السنة الثامنة للهجرة النبوية المباركة. إن قصة إسلام أبي سفيان توضح لنا مدى قوة الإرادة البشرية ومتانة العقيدة حينما ترتكز على أساس صحيح ومعرفة عميقة بالنفس وبما حولها من حقائق روحية وعقلانية مترابطة.