في الإسلام، يُعتبر تلقين الميت جزءاً مهماً من التعازي والدفن وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. هذا الأمر يرتكز بشكل أساسي على الحديث النبوي "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"، مما يشير إلى أهمية التعليم حتى بعد الوفاة.
وفقاً للمذاهب الفقهية الأربعة الرئيسية - الحنفيّة والمالكية والشافعية والحنبليّة - فإن عملية التلقين تتضمن دعوة الميت للتصديق بوحدانية الله والتسليم برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى تعليم بعض الأدعية والأعمال الصالحة التي يمكن أن تستمر فائدتها لروح المتوفي.
الحنفية يؤكدون على ضرورة تلقين الميت قبل دفنه مباشرةً، بينما يرى المالكيّة وبعض الشافعيّة أنه يستحب القيام بذلك أثناء الدفن. أما الحنبليّة فهم أكثر تساهلاً ويسمحون بالتلقين سواء كان ذلك خلال الحياة أو بعدها. ومع ذلك، جميع هذه المذاهب توافق على عدم وجود عقيدة محددة للتلقين ولكن ترك الأمر مفتوحاً لتطبيق النصائح العامة.
من الجدير بالذكر أيضاً أن العلماء أكدوا على قيمة الدعاء والاستغفار للميت كوسيلة رئيسية لمساعدته في رحلة الآخرة، وهو أمر يساهم فيه الجميع بغض النظر عن مدى قربهم منه. وبالتالي، يمكن اعتبار كل عمل خير يقوم به أحد الأحياء لصالح ميت كشكل من أشكال التلقين الروحي.
ختاماً، فإن مفهوم تلقين الميت ليس فقط مجرد إجراء تقليدي ولكنه يعكس إيمان المسلمين العميق بأن الرحمة والعناية بالإنسان لا تتوقف بمجرد انتهاء حياته الأرضية.