التطرف الديني يُعتبر ظاهرة معقدة تحتاج إلى فهم دقيق لتحديدها بشكل صحيح. باللغة العربية، يمكننا ترجمة مصطلح "تطرف دينى" كـ "جَانِبَيّة دينية"، وهو يشير إلى اتجاه متشدد أو مفرط في الانحياز لأيديولوجيات الدين التي قد تتسبب في النزاع والصراع داخل المجتمعات أو بين الثقافات المختلفة.
في الاصطلاح الفقهي والدراسات اللاهوتية، يتم التعرف على التطرف الديني عادة باعتباره استجابة غير معتدلة للتوجيهات الروحية أو الأخلاقية للديانات الرئيسية. هذا الاستخدام للمصطلحات غالبًا ما يرتبط بالسلوكيات المتطرفة مثل العنف، التحريض على الكراهية، عدم قبول الآخرين المختلفين عقائدياً، أو التفكير الأحادي والشديد ضد وجهات النظر البديلة.
ومع ذلك، فإن تحديد الخط الفاصل بين التأويل المعتدل للدين والتطرف ليس دائماً واضحاً. العديد من المؤرخين والفلاسفة يناقشون كيف يمكن لهذه الحدود أن تتغير عبر الزمن والأماكن بناءً على السياق الاجتماعي والثقافي والقانوني. بالتالي، يعد البحث العلمي في مجال الدراسات الدينية حيوياً لفهم ومعالجة قضايا التطرف بطريقة مدروسة ومتوازنة.
ومن الضروري أيضا مراعاة الجوانب التاريخية والاجتماعية عند دراسة هذه الظاهرة، لأن الأحداث السياسية والاقتصادية يمكن أن تؤثر بشدة في كيفية ظهور وتطور التطرف داخل مجتمعات معينة. لذلك، فالحوار البنّاء والمشاركة المجتمعية هما الأدوات الأكثر فعالية لمواجهة تحديات التطرف وضمان سلام واستقرار المجتمعات البشرية.