نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف هو أحد المواضيع التي أثارت اهتمام العلماء والمحدثين منذ عهد الرسول ﷺ. وعلى الرغم من رواية العديد من الصحابة لهذه القضية، إلا أنهم لم يسألوا الرسول ﷺ عن تحديد هذه الأحرف السبعة بشكل دقيق. اكتفوا بتصويبه ﷺ لكل من المختلفين في القراءة بقوله: "هكذا أنزلت"، ودفعه لكل شك يمكن أن يوسوس به الشيطان في الصدور.
اختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف السبعة، وبلغ عدد الأقوال التي ذكرها ابن حبان خمسة وثلاثين قولا. يمكن تقسيم هذه الأقوال إلى قسمين رئيسيين:
- القول الأول: يرى بعض العلماء أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، بحيث يأتي القرآن منزلاً بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد.
- القول الثاني: يرى آخرون أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن، على معنى أنه في جملته لا يخرج في كلماته عن سبع لغات هي أفصح لغاتهم.
كما ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة أوجه سبعة من الأمر والنهي والوعد والوعيد، والجدل والقصص، والمثل، أو من الأمر والنهي والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال.
من المهم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات. فالأحرف السبعة هي تنزيل من لدن حكيم حميد، وليس فيها لرسولنا ﷺ إلا البلاغ المبين. أما القراءات فهي طرق مختلفة لتلاوة القرآن الكريم، والتي جمعها العلماء في قراءات معينة.
فيما يتعلق بمصير الأحرف السبعة، اختلف العلماء أيضًا. فبعضهم يرى أن المصاحف العثمانية تحتوي على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة، بينما يرى آخرون أنها تحتوي على جميع الأحرف السبعة. ومع ذلك، فإن الأكثر قبولًا هو أن المصاحف العثمانية تحتوي على كل ما جمع في العرضة الأخيرة، والتي تضم جميع القراءات المشهورة.
في الختام، فإن الأحرف السبعة هي تنزيل من لدن حكيم حميد، وهي تنوع في التعبير عن المعاني القرآنية دون تغيير في المعنى الأصلي. وقد جمعت هذه الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية، والتي تعتبر المرجع الأساسي لتلاوة القرآن الكريم.