حكم ترك رمي الجمرات أيام التشريق: دراسة فقهية

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. في هذا المقال، سنستعرض حكم ترك رمي الجمرات أيام التشريق، مستندين إلى نصوص الشريعة الإسلا

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. في هذا المقال، سنستعرض حكم ترك رمي الجمرات أيام التشريق، مستندين إلى نصوص الشريعة الإسلامية وأقوال العلماء.

رمي الجمرات من أركان الحج الأساسية، حيث يرمي الحاج جمرة العقبة يوم النحر، وجمرات أيام التشريق (الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر) بسبع حصيات لكل جمرة. وقد اختلف العلماء في وقت دخول وقت الرمي أيام التشريق، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يدخل من بعد زوال الشمس، أي بعد دخول وقت صلاة الظهر. أما طائفة من أهل العلم، فقد ذهبوا إلى أن وقت الرمي يدخل من بعد طلوع الفجر.

أما من ترك شيئاً من الرمي، فقد اختلف العلماء في حكمه. فذهب الشافعية والحنابلة إلى أن من ترك ثلاث حصيات فصاعداً فعليه دم، وفيما دون ذلك الصدقة في كل حصاة مداً. وقال مالك: من ترك حصاة واحدة فعليه دم، شاة فإن ترك جمرة أو كل الجمرات فعليه بدنة. وقال أبو حنيفة: لا يجب الدم إلا بترك جمرة العقبة أو الجمار كلها، وفيما دون ذلك الصدقة عن كل حصاة نصف صاع.

ومن ترك رمي يوم أو يومين تداركه في باقي أيام التشريق أداءً، على الأظهر، وفي قول قضاءً. ولكن رميه قبل الزوال فيه خلاف بين الفقهاء، فجمهورهم يرون عدم جوازه قبل الزوال مطلقا، ومن العلماء من رخص في الرمي ثالث أيام التشريق قبل الزوال.

وفي الختام، يجب على الحاج أن يتعلم أحكام الحج قبل أدائه لتفادي الوقوع في الأخطاء التي قد تؤدي إلى الإثم أو الدم. والله أعلم بالصواب.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات