بيع العينة هو نوع من البيوع المحرمة في الإسلام، حيث يبيع شخص سلعة إلى آخر بثمن مؤجل، ثم يشتريها منه بنفس السلعة أو بسلعة أخرى بثمن أقل نقداً. هذا النوع من البيع يعتبر حيلة ربوية، وهو محرم لعدة أسباب:
- أكل أموال الناس بالباطل: كما جاء في القرآن الكريم: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" (البقرة: 188). بيع العينة يعتبر من صور أكل أموال الناس بالباطل، حيث يتم الحصول على زيادة غير مشروعة من خلال هذه الحيلة.
- حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: روى ابن عمر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (حديث صحيح). هذا الحديث يجمع بين بيع العينة وترك الجهاد في سبيل الله، مما يدل على درجة التحريم المشتركة بينهما.
- الحيل الربوية: وجود الحيلة الربوية في بيع العينة هو العلة الرئيسية للتحريم. هذه الحيلة تهدف إلى تجاوز تحريم الربا، وهو ما نهانا عنه الإسلام.
- البديل الشرعي: عندما حرم الله سبحانه وتعالى بعض الأشياء، فقد أوجد لها البدائل الشرعية. في حالة الربا، شرع الله القرض الحسن، وهو القرض الذي لا يجر نفعاً للمقرض.
- التسليم لأحكام الله ورسوله: يجب علينا أن نستجيب لتعاليم الله ورسوله، وعدم تقديم أحكامنا على أحكام الله ورسوله. كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم" (الحجرات: 1).
في الختام، بيع العينة هو نوع من البيوع المحرمة في الإسلام، ويجب تجنبه لما فيه من حيل ربوية وأكل أموال الناس بالباطل. بدلاً من ذلك، يمكن اللجوء إلى القرض الحسن كبديل شرعي.