الحمد لله، الصيام عبادة عظيمة شرعها الله تعالى لعباده، ووضع لها ضوابط وأحكام لحفظ الصحة والاعتدال. ومن أهم هذه الأحكام معرفة مفسدات الصيام، والتي تنقسم إلى نوعين رئيسيين: مفطرات الاستفراغ ومفطرات الامتلاء.
مفطرات الاستفراغ:
هذه المفطرات تتعلق بما يخرج من البدن، مما يضعفه ويؤثر على صحة الصائم. ومن أبرزها:
- الجماع: وهو أعظم المفطرات وأكبرها إثماً، حيث يفسد الصوم ويوجب الكفارة.
- الاستمناء: وهو إنزال المني باليد أو نحوها، وهو من المفطرات أيضاً، ويوجب التوبة وإتمام اليوم.
- الحيض والنفاس: خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة يفسد صومها، ويجب عليها القضاء بعد انتهاء فترة الحيض أو النفاس.
- الحجامة: إخراج الدم بالحجامة ونحوها يفسد الصوم، ويجب على الحاجم أن يقضي يومه.
مفطرات الامتلاء:
هذه المفطرات تتعلق بما يدخل إلى البدن، مما يبطل غرض الصيام وهو الامتناع عن الطعام والشراب. ومن أبرزها:
- الأكل والشرب: إيصال الطعام أو الشراب إلى المعدة عن طريق الفم يفسد الصوم، ويجب على الصائم أن يقضي يومه.
- ما كان بمعنى الأكل والشرب: مثل التدخين أو استنشاق الدخان، حيث يعتبر مفطراً للصوم.
- القيء عمداً: قيء الصائم عمداً يفسد صومه، ويجب عليه أن يقضي يومه.
أحكام عامة:
- الكفارة: لا تجب الكفارة بشيء من المفطرات إلا الجماع، حيث يجب على من جامع في نهار رمضان عامداً أن يتوب إلى الله، وأن يُمسك بقية يومه، وأن يقضيه بعد ذلك، بالإضافة إلى كفارة مغلظة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
- الاستثناءات: هناك بعض الاستثناءات التي لا تعتبر مفطرة للصوم، مثل خروج المذي أو الدم الناتج عن الجروح أو الحجامة غير المقصودة.
- التوبة: التوبة واجبة على كل من أفطر عمداً بسبب أحد المفطرات، سواء كان ذلك بسبب الجماع أو الاستمناء أو غيرهما.
خاتمة:
معرفة مفسدات الصيام أمر مهم لضمان صحة الصوم وسلامته، ومن واجب كل مسلم أن يتجنب هذه المفطرات قدر المستطاع، وأن يتوب إلى الله إذا وقع في شيء منها عمداً. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لصيام مقبول وقيام مبرور.