في قاموس علوم الدين والمجتمع الإسلامي، يُشير مصطلح "عتق الرقبة" إلى عملية حرية عبد أو عبدة كانت تحت قيد العبودية. هذا المصطلح مستمد من الجذر الثلاثي "عتق"، والذي يعني بشكل عام التحرير أو الفداء. وبالتالي، فإن معنى عتق الرقبة اصطلاحياً هو تخلية شخص وقع ضحية للعبودية من تلك الحالة بإعطائه حرية اختيار حياته الخاصة.
للإسلام توجيه واضح حول موضوع العبيد والأسرى خلال الحروب. بينما يسمح بالإسترقاق مؤقتاً، إلا أنه يقدم عدة طرق لتحقيق العتق بما يتماشى مع تعاليم الرحمة والإنسانية التي يدعو إليها الدين الاسلامي. يمكن ولي الأمر الاختيار بين العفو عن الأسرى، قتل الأعداء الذين ثبت عدائهم، قبول فدية مادية مقابل تحرير أسير، أو الاحتفاظ بالأسرى واستغلال عملهم بشرط أن يتم التعامل معهم بحسن خلق وعدالة.
وقد أكسبت أهمية عتق الرقبة مكانة خاصة ضمن قائمة الأعمال الخيرية المحبوبة لدى الله عزوجل. إن الشخص الذي يتبرع لإطلاق سبيل عبداً، بغرض الحصول على رضوان الله والفردوس الأعلى، سوف يكافئ بأن يحرره الرب نفسه من نار جهنم وفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من أعتق رقبة مؤمنة أعتقه الله بكل عضو منها عضوًا من النار حتى فرجه بفرجه". وهذا دليل واضح على مدى تقديس المجتمع المسلم لهذه الفريضة الطيبة.
بالإضافة لذلك، تعتبر مساعدة الآخرين في شراء نفقات تحرير الرقب أيضًا عمل صالح ويبشر صاحبها بالنصر والعزة يوم القيامة حسب قول الرسول الكريم :"ومن أعان مجاهدًا في سبيل الله أو غارمًا في شدته أو كاتبًا في رقبة فأظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله."
العوامل التي قد تؤدي الى انتزاع الحريات تشمل الصدقات العامة المتعلقة بتحرير الأسرى المنصوص عليها في القرآن والسنة النبوية الشريفة. كما أنها جزء مهم جدًا من الكفارات المرتبطة بجرائم مثل القتل الخطأ، الظاهر، والقسم المخالف للحقيقة وغير ذلك. وينصح الإسلام كذلك بحرص المؤمنين على تحقيق العدالة الاجتماعية والحماية الاجتماعية لرعايا الدولة عبر حسن رعايتهم واحترام حقوقهم الإنسانية الأساسية قبل وبعد التحويل إلي وضع الحرية الكاملة. وهذه التعليمات تتماشى مع دعوة الإسلام المستمرة نحو البذل والتراحم والتسامح داخل مجتمع المسلمين الواحد وفي جميع أشكال الحياة الأخرى خارج حدود الوطن الأم. إنها رسالة واضحة مفادها ضرورة العمل الدائم لمراعات حقوق الإنسان الأساسية والعمل بلا كلل للحفاظ عليها مهيأة دائما لأجل الأجيال المقبلة.
