في سورة المؤمنون، يصف الله تعالى صفات المؤمنين الصادقين في عشر صفات كريمة. هذه الصفات تشكل بناءً متكاملاً للإيمان والعمل الصالح، حيث يعتمد كل وصف على ما قبله، مما يؤدي إلى بناء شخصية إيمانية متوازنة ومثمرة.
أولاً، نجد صفة "الإسلام" و"الإيمان"، وهما أساس بناء الإيمان. الإسلام يعني الانقياد لأمر الله، والإيمان يعني التصديق بما جاء عن الله من أمر ونهي. ثم يأتي "القنوت"، وهو الطاعة في سكون، مما يدل على أهمية الخشوع والسكينة في العبادة.
بعد ذلك، نجد صفة "الصدق"، وهو نبتة تنمو من بذرة الإيمان في القلب. والصبر هو الغذاء الذي تغتذى منه هذه النبتة، مما يساعدها على مقاومة الآفات التي قد تواجهها. والخشوع، وهو الولاء لله والامتثال لأمره، هو أول ما تفتّح من زهر بيد الصبر.
ثم تأتي صفات العمل الصالح، مثل "الصوم" و"الصدقة" و"حفظ الفرج". هذه الأعمال تتطلب سلطان القلب وخدمة الجوارح، مما يظهر أهمية التوازن بين النوايا الداخلية والأفعال الخارجية.
وأخيراً، نجد صفة "ذكر الله كثيراً"، وهي نتيجة طبيعية لنمو الإيمان والعمل الصالح. هذا الذكر يزيد من قوة الإيمان ويقوي العلاقة مع الله.
هذه الصفات مجتمعة تشكل شخصية المؤمن الصادق، الذي يحقق كمال الإيمان ويستحق جزاء الله تعالى وجنته ونعيمه الأبدي. إنها دعوة لنا جميعاً لنحذو حذوهم ونتمسك بمنهجهم ونصف بصفاتهم، حتى نحقق كمال الإيمان ونكون مع المحسنين السابقين إلى جنات الخلد.
