يرجع أصل الحجر الأسود إلى الجنة، حسب ما رواه الإسلام، فقد نزل إليه من عند الله تعالى قبل خلق الدنيا. وفقاً لبعض الروايات، فإن هذا الحجر الشريف كان أبيض كالبياض النقي للتمر، ولكنه قد تحول إلى اللون الأسود بسبب الخطايا المتراكمة لبني الإنسان عبر العصور.
ابن عباس رضي الله عنه ذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال إن "النبي نوح عليه السلام هو أول من بنى البيت الحرام بمكة المكرمة" وأن "الحجر الأسود جزء مما ترك لأهل البيت من الأملاك". لذا يمكن اعتبار الحجر الأسود رمزًا مقدسًا منذ بداية التاريخ الإنساني كما نعرفه اليوم.
أما بالنسبة لموقع الحجر الأسود الحالي، فهو يقع تحديدًا في الزاوية الجنوب شرقية من الكعبة المشرفة. ارتفاعه فوق مستوى سطح الأرض حوالي 1.5 متراً، وتتألف مادته المرئية حاليًا من عدة قطع مختلفة الأحجام تشكل الثمان قطع الظاهرة للعين البشرية الآن وهي مغطاة بطبقة من المادة اللاصقة والمعروفة باسم المعجون. طول هذه القطع مجتمعة يصل إلى خمسة عشر قطعة تقريبًا بينما يعلو رأسها طبقة أخرى من الخليط الفريد المصنوع من المسك والعطور الأخرى بحيث يبقى الجزء الأكبر منها مخفي ضمن حدود الكعبة نفسها.
للـحـجـر الـأسوَد أهميته الكبيرة وشأن خاص لدى المسلمين؛ فإنه يشهد لكل مستلم لحقه بالصدق والإخلاص تجاه عمله الديني. فعند بدء وطاف طواف القدوم -وهو أحد أركان شعائر الحج والعمرة- تبدأ رحلتكم المقدسة باستقبال هذا الإمام الكريم والتبرك بتقبيله والاستشهاد بإشارات اليد إذا تعذر الوصول الفعلي اليه مباشرة . وهذا الأمر ليس مجرد سنة مؤكدة فقط ولكن ثبت أيضا أنه يحقق الغفران للأخطاء والمخالفات الصغيرة أمام الله عز وجل استنادا لما جاء بالنقل الآتي: ((إني اُمرت ان ارفع قواعد بيت ربك فأكون اول من يرفع قواعد بيت ربك فلا تكوني الاول وان اقيم مقام إبراهيم فقمت حتى سمعت صوتا وقال لي اني قد امرتك بما امرتك فاذا قدم عليك فتضع قدميك حيث وضعت قدمي ثم توصد باب البيت فان خرجت ولم تحدث شيئا حدثناه مروان الجنبي قال نا عبد العزيز بن محمد قال نا صالح مولى التوأمة عن علي بن أبي طالب انه أخبره انه سمع رسول الله يقول ذلك)). وهكذا يجسد المدخل الأول للحرم كمكان عظيم القدر حيث اللقاء بين المؤمن وأحب المكان الى قلبه بعد المسجد الأقصى المبارك فلسطين أرض المحبة والأرض المقدسة بكل تفاصيلها وفصول حياتها وغنى موروثاتها الثقافية والدينية الثرية والتي لها مكانتها الخاصة لدى المسلمين حول العالم اجمع . ومع ذلك ، يجب التأكيد هنا بأنه رغم عظمتها وحلاوتها الا ان عبارات الولوع بالحجره باعتباره جسدا ساميا غير منطقية لأنه يتعارض مع عقيدة الوحدانية لله الواحد الاحد فالله جل وعلى خلق الافراد الانسانيه عباده وسخر لهم كل ماهو مفيد ورزقهم واسعد نفوسهم بالسعادة والسرور والراحة النفسيه لذلك فالتمسك بهذا التشريع النبوي دليل واضح الاتقان والحفاظ عل الاستقامة والصلاح النفسي والسلوك الدارج الصحيح امامه سبحانه وتعالى ولذلك جاء النص التالي لتوضيح تلك الفرضية بشكل مباشر:"تعظيمه يعني الاعتراف برب العالمين ووحدانيه وعدم اعطاء اي اهمية خارجه عنها." وفي الاخير تجدر الاشاره بان العماره الأخيرة لتحسين شكل الخارجي للحجرة قام بها الملك عبدالعزيز آل سعود عام ١٣٨١ هجري الموافق لعام ۱۹۶۳ ميلادي والذي حرص كذلك اثناء فترة حكمه لإصلاح وصيانة جميع مناطق المملكة العربية السعودية المختلفه ووضع اساس بناء مؤسسات التعليم العام والتقدم الاقتصادي والنماء الاجتماعي والفكري والثقافي فيها .. نسأل الله لنا ولكم دوام الصحة والعافية والتوفيق والسداد فى كل اعمالنا وأهدافنا المستقبلية وان يكرمنا بزيارة بيتهم الحرام مرة اخري إنه سميع مجيب الدعوات