في الآيات القرآنية الكريم، يُشار إلى حدث تاريخي مهم وهو غزو أبرهة الحبشي لمكة قصدًا لتدمير الكعبة. هذا الحدث ورد ذكره في سورة الفيل، حيث يصف القرآن القوات الغازية بالأفيال وبأنواع أخرى كثيرة من الجنود الأقوياء. لكن رغم التفوق العددي والمادي للجيش، فإن تدخلات القدر كانت واضحة. فعندما اقتربت قوة أبرهة من مكة المكرمة، أمر الله عز وجل بتوجيه الطيور المتجمعة المعروفة باسم "الأبابيل" نحو هذه القوات.
الطير الأبابيل وصف بأنه نوع من الطيور يأتي في مجموعات كبيرة، ربما كانت مختلفة تماما عن الأنواع المعتادة آنذاك. اسم "الأبابيل"، وفقا للمفسّرين، قد يشير إلى عدة احتمالات. البعض يقول إنه الجمع لكلمة "إبله"، والتي تعني "قطعان"، مما يدل على كيف أنها تأتي متجمعة ومترابطة. بينما others ترى أنه جمع غير قابل للتفريق بين مفرده ومجموعته، مشابه لكيفية استخدام كلمة "عجول". مهما يكن الأمر، فقد كان لهذه الطيور دورا بارزا في الدفاع عن حرم الله وتطهيره من الشرور الظاهرة.
وتعد الكعبة المشرفة موقعا هاما للغاية بالنسبة للمؤمنين المسلميين حول العالم. إنها ليست مجرد مبنى ديني فقط بل هي رمز للهداية والإرشاد للإنسانية جمعاء كما ذكر في آيات القرآن:"إن أول بيت وضع للناس هو الذي ببكة مباركا وهدى للعالمين." بالإضافة لذلك، فهو المركز الوحيد حيث يتم أداء الشعائر الدينية الرئيسية للحج والعمرة بصفته وجهة مركزية لعبادة الله وحده. ويعتبر الصلاة داخل حدود الكعبة ذات فضائل خاصة تتضاءل أمامها جميع الأعمال الأخرى خارج مكانتها المقدسة. وهذا مكانٌ مقدّس لكل مسلم سواء في الشرق أو الغرب عند القيام بصلاته اليومية باتجاه قبله واحدة هي الكعبة المشرفة.