القراءة ليست مجرد نشاط فردي، بل هي عمود فقري للحضارة الإنسانية، وهويتها المعرفية. منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي، أمر الرحمن أول الرسل والقادة قائلا "اقرأ". هذا الأمر الواضح بلا قيود المكان أو الزمان يؤكد العالمية الخالدة لإسلامنا. تشير سورة العلق (96/1-4) بوضوح إلى أهمية التعليم عبر القراءة، مما يدلل على مكانتها المركزية في منظومة التعاليم الإسلامية.

فالقرآن الكريم نفسه والذي يُعد المصدر الرئيسي لتوجيه المسلمين، يبدأ أيضا بالأمر بالعلم والقراءة. كما جاء بالنص القرآني "(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" الآيات 1-5 من سورة العلق مباشرة تؤكد أهمية الكتابة والتعليم كشرط أساسي للتقدم والفلاح الديني والدنيوي.

وفق العقيدة الإسلامية, طلب العلم واجب على جميع المسلمين والمؤمنات لما فيه من فوائد جمّة وطرق متعددة لتحقيق غايات الحياة الدنيا واستقامة الدين. تعتبر القراءة الوسيلة الرئيسية للحصول على العلم، ومن هنا تأتي أهميتها القصوى. هذه العملية تولد فهم أعمق لقوانين الطبيعة وخالق البشر وإرشادات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فإن القراءة تحفز العمل الجاد نحو تحقيق المقاصد الإلهية للعيش بسعادة وصلاحية على وجه الأرض وذلك بالإلتزام بتعاليم الشريعة المطهرة.

كما تمهد القراءة الطريق أمام اكتشافات علمية جديدة واكتشافات تكنولوجية مبتكرة تساهم بدور فعال في تقدم المجتمع وتميزه بين الامم الأخرى وذلك نتيجة اتساع الافق الثقافي والفكري لدى الأفراد الذين يهتمون بمجالات عدة خارج حدود تخصصاتهم الخاصة بهم . بالإضافة الى دورها المحوري في تبادل التجارب الدولية سواء فيما يتعلق بعادات مجتمعات مختلفة او طرق معالجتهم لمشكلات ذات طبيعة مشابهة ، فان للقراءة قدرة غير مسبوقة علي تكملة الوقت الحره بطريقة مثمرة وبالتالي الحد من تأثير الانحرافات الاجتماعية السلبية والتي كثيرا ماتكون سبباً رئيسياً لانحلال الاخلاق العامة وهبوط مستوى الفرد والجماعة المصاحبة لها سوءا ماديا ونفسيا .

ومن الجدير ذكره ان للأحتفاظ بروح النصح والإرشاد دورا اساسيا فى اختيار المواد القرائيه المناسبة فهو شرط اساسي لاستثمار نتائج معرفتك باستمرار فالكتاب المفيد قد يعطي ثمارا ايجابيّه بينما الكتاب الحقودقد ينتج عنه آثار سلبيه . علاوة على ذلك , يجدر بنا التأكيد على وجود ارتباط وثيق بين مدى فعالية عملية التشرب لفوائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد القراءه وفوقوها امام الله عز وجل اذ يسعى المؤمنون بكل قوة للتوغل في بحر بحوث العلم مستمدين طعاما روحانيا يقوي إيمانهم ويمنحه المزيد من العمق ويتماشى معه أيضا حرصه عليهم وعلى سعادتهم الدائمة في دار القرار بإذن رب العالمين وآراه لهم نورا هداه