- صاحب المنشور: نوفل الدين الصديقي
ملخص النقاش:في العصر الحديث الذي يشهد تطورا كبيرا في تكنولوجيات الاتصال والإعلام، أصبح للتكنولوجيا تأثيرا عميقا على مختلف جوانب حياتنا اليومية. وفي المملكة العربية السعودية، بلد معروف بالتزامه بالتقاليد والقيم الثقافية الأصيلة، يبرز هذا التأثير جليا. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل كيفية تغيير التكنولوجيا للحياة الاجتماعية في المجتمع السعودي.
الوصول الشامل للإنترنت
أصبحت شبكة الإنترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الشعب السعودي. وفقا لبيانات هيئة الإحصاء العامة، بلغ معدل انتشار استخدام الإنترنت بين السكان فوق 15 سنة حوالي 86% بحلول عام 2022 ([المصدر](https://www.stats.gov.sa/en/2739)). هذا الوصول الواسع يمكن الأفراد والمجتمعات من التواصل العالمي والمعرفة الفورية، مما يؤثر بشكل كبير على الروابط الأسرية والعلاقات الشخصية.
التواصل الاجتماعي عبر الشبكات الافتراضية
شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام وتيك توك وغيرها أحدثت ثورة حقيقية في الطريقة التي نتفاعل بها اجتماعيا. تقدم هذه المنصات فرص جديدة لتكوين العلاقات والمحافظة عليها رغم المسافات الجغرافية. ولكنها قد تؤدي أيضا إلى انخفاض الزيارات المنزلية التقليدية والتفاعلات وجها لوجه بسبب زيادة الوقت المستغرق أمام الشاشات الرقمية.
تأثير الإعلام الإلكتروني على القيم والأعراف
مع ظهور وسائل الإعلام الجديدة، زادت التعرض للمحتوى الغربي والثقافي المختلف عن البيئة المحلية. بينما يعزز بعض المحتوى قيمًا تُعتبر مهمة داخل المجتمع الإسلامي، إلا أنه قد يقوض أيضاً الأعراف والتقاليد الراسخة عند البعض. ولذلك فإن هناك نقاش مستمر حول الدور التعليمي والديني لهذه الوسائل وكيف ينبغي تنظيم تواجدها لحماية الهوية الوطنية.
الفوائد الاقتصادية والتجارية
من جهة أخرى، قدمت التكنولوجيا فوائد اقتصادية هائلة للسعوديين من خلال دعم الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم، حيث تسهّل عملية التسويق والإعلان وتحسين الكفاءة التشغيلية. كما أنها عززت التجارة الإلكترونية وأتاحتها لأعداد أكبر من الأشخاص الذين لم يتمكنوا سابقا من الحصول على منتجات وطرق دفع متعددة.
مستقبل التكامل بين التكنولوجيا والثقافة
لتجنب أي تنافر محتمل بين التطورات التكنولوجية الحديثة والصحة الاجتماعية والنفسية للأفراد والمجتمعات المحلية، يجب تشجيع الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا وتعزيز الوعي بمخاطرها أيضًا. وهذا يعني العمل على تعليم الأطفال والشباب حول كيفية تحقيق التوازن الصحي بين العالمين الرقمي والحقيقي بالإضافة إلى تعزيز دور الأسرة والمؤسسات التربوية في توجيهه نحو استخدامه بطريقة تتوافق مع الدين والأخلاق الاجتماعية.
هذه النقاط هي مثال مبسط لكيفية تغير التكنولوجيا للحياة الاجتماعية في المجتمع السعودي وما يأتي معه من تحديات وفوائد تحتاج الى إدارة واعية ومتوازنة لتحقيق أفضل النتائج لكل أفراده.