تعتبر كنيسة القيامة واحدة من أهم المعالم الدينية في العالم، وتقع تحديدًا في قلب المدينة القديمة في القدس، العاصمة لفلسطين. هذه الكنيسة التاريخية الشهيرة تُعرف أيضًا باسم "القدس" أو "القبر المقدس"، وهي مقصد رئيسي لكل من يؤمن بالمسيحية لما تحمله من مكانة روحية خاصة.
تأسست كنيسة القيامة على يد الإمبراطور قسطنطين الأكبر، والد ملكة هيلانة، إبنة القرن الرابع الميلادي. بدأ بناء الكنيسة حوالي العام 326 ميلادية واستمر لمدة عقد من الزمن قبل افتتاحها رسميًا عام 335 ميلادية. تعني تسميتها ارتباطًا مباشرًا بمفهوم القيامة المسيحية؛ فقد شُيدت في الموقع الذي يُفترض فيه موضع صليب السيد المسيح عليه السلام، وحيث زعموا دفنه وقيامته مجددًا لاحقًا وفق العقيدة المسيحية. ويُلقب الجزء المركزي منها بـ "قبر الرب".
تنقسم الكنيسة إلى قسمين رئيسيين هما الكاتدرائية اليونانية والأرثوذكسية الغربية، ولكل منها بطاركتها الخاصة. داخل الكنيسة يوجد اثنان من الكراسي، واحد للأرشمندريت الشرقي ولآخر للغربي. بالإضافة لذلك تضم عدة معروضات أثرية وحجرات تاريخية مثل غرفة التجلي وغرفة آلام يسوع وغيرهما الكثير مما جعل منها متحفا متكاملاً للتراث العالمي والموقع الأكثر زيارة بالنسبة للنصارى حول الكوكب كل سنة بلا منافس.
ويتضح مدى تقديس المسلمين لهذه المنطقة عندما نقرأ عن مواقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين زار الكعبة عام 1448هـ حيث اختار بناء مسجد بجوار الكنيسة عوضًا عن فرض الشعائر الإسلامية الجديدة عليها لحماية عقيدتهم اليهودية والنصرانية من الطائفية الدينية المتوقعة آنذاك أثناء الفتوح الهاشمية لدول البحر الأبيض المتوسط القديمة ومعروف عن تاريخ تلك الفترة الهادئة نسبيا وجود ثقافة الحوار واحترام الاختلاف الديني والعيش المشترك بسعادة بين جميع الأقليات الموجودة هناك والتي تشكل جزء لا ينفصل عنه المجتمع الفلسطيني القديم والذي كان مثال حي للتعايش السلمي رغم اختلاف الثقافات والشرائع المختلفة فيما مضى من زمان . وهكذا ترسخت رسالة المحبة والتسامح عبر الدول والحقب الاجتماعية متواصلة حتى يومنا الحالي وسط مدن ذات حضارات متنوعة وفلسفات مختلفة حول عالمنا الواسع الواسع الواسع الواسع الواسع .