سعد بن عبادة، أحد أبرز الصحابة الكرام، كان شخصية بارزة في تاريخ الإسلام. كان نقيب بني ساعدة، وسيّد قومه، معروفاً بجوده وكرمه وشجاعته. شهد بيعة العقبة وكان أحد النقباء الاثني عشر. اشتهر سعد بن عبادة بالغيرة، حيث كان لا يتزوج إلا بكراً ولا يطلق امرأة. كما عرف بكرمه وجوده، حيث كان يهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جفنة فيها ثريد اللحم، فكانت تلك الجفنة تدور مع النبي الكريم في بيوت أزواجه.
كان سعد بن عبادة ثابت الرأي، كما ظهر ذلك في يوم السقيفة عندما أراد الأنصار مبايعته، لكن انتهت المشاورات إلى مبايعة أبي بكر الصديق. رغم ذلك، ظل سعد ثابتاً على موقفه ولم يبايع حتى وفاته. أما شجاعته وإقدامه فقد تجلى في يوم بدر عندما أشار النبي صلى الله عليه وسلم على الناس فتقدّم سعد بن عبادة ليتكلّم، قائلاً: "إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكباد الإبل الغماد لفعلنا".
توفي سعد بن عبادة رضي الله عنه في السنة الثالثة عشر للهجرة، وقيل في السنة الرابعة عشر للهجرة، وذلك بحوران من أرض الشام. روى ابن سعد في الطبقات في قصة وفاة سعد بن عبادة أنَّه توفي بعد أن شعر بدبيب في جسده، ثم سمعوا صوتاً يقول: "قتلنا سعد بن عبادة، رميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده"، وقيل إن هذا الصوت كان صوت الجن.
بهذا نرى أن سعد بن عبادة كان صحابياً جليلاً ترك بصمة واضحة في تاريخ الإسلام بفضل صفاته الحميدة وشجاعته وتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين.