الجنة، كما وصفها الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم، هي مكان لا يخطر على بال أحد، ولا تراه عين، ولا يوجد له شبيه في الدنيا. إنها مليئة بالنعيم الذي لا ينفد، حيث يجد المؤمنون ما تشتهيه أنفسهم وترتاح إليه أعينهم.
وصف الجنة في القرآن الكريم والسنة النبوية يبرز لنا جمالها ورحابتها. فالجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، وملاطها المسك الأذفر. غرفها تتراءى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وأشجارها سيقانها الذهب والفضة، يسير الراكب تحت ظلها مائة عام فلا يقطعها. ثمارها ألين من الزبد، وأحلى من العسل، تجري من تحتها أنهار الماء واللبن والخمر والعسل المصفى.
أما حلي أهل الجنة فأساور الذهب، ولباسهم الثياب الخضر المصنوعة من الحرير ما رق منه وما غلظ. أما نساء الجنة، الحور العين، فهن ضخام الأعين، كأنهن في بياضهن ورقتهن اللؤلؤ المكنون. هن عربا أترابا، على سن واحدة ليس بينهن تباغض أو تحاسد. أخلاقهن خيرات حسان، قد طهرهن الله ظاهراً وباطناً، وطرفهن مقصور على أزوجهن فقط.
درجات الجنة متعددة ومتفاوتة، حيث جعل الله الفردوس أعلى تلك الدرجات وأفضلها. وفي الحديث الشريف: "في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربع".
بهذا الوصف الرائع للجنة، ندرك أن الله تعالى قد أعد للمؤمنين نعيمًا لا يوصف ولا يخطر على بال أحد. إنها الجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين، حيث يجدون ما تشتهيه أنفسهم وترتاح إليه أعينهم.