بعد انتهاء مراسم الدفن، تصبح الدعوات للفقيد موضع التركيز الكبير بين الأحياء. هنا بعض الأدعية المستمدة من السنة النبوية الشريفة والتي توضح أهميتها:
- "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله." هذه دعوة مشروعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وفق الحديث الصحيح. وهي تُعد أساسًا لأكثر الأدعية التي يتم تقديمها أثناء الدفن وبعده. تتضمن طلب المغفرة والعفو والرحمة والإكرام في الدار الآخرة.
- إذا كان الفقيد معروف بحسناته ودعاته، فقد يُستخدم هذا النص الطيّب أيضًا: "اللهم إنه عبدك وابن عبدك ابن أمته، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك..." ومن ثم يتم توسيع الأمر بطلب الزيادة في حسناته والأجر الجزيل منه سبحانه وتعالى.
- هناك جانب آخر مهم وهو دعوات التثبيت والاستقرار الروحي، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت". هذه الدعوات تأتي كمطلب لصلاح حال الفقيد في الحياة الأخروية وضمان ثبات إيمانه واستقامته أمام المحن والمصائب المختلفة.
- بالإضافة لذلك، يمكن استخدام عبارات عامة للتعبير عن التعازي والتضرع لله عز وجل بشأن مواجهة الفتنة ومشقة القبور وما يلي ذلك من محاكمات يوم القيامة. تمامًا كما جاءت في حديث نبوي شريف يقول: "سبحان الحي الذي لا يموت... اللهم يا حي يا قيوم اربط على قلبه وثبته...".
- فيما يتعلق بالعفو والمغفرة، ينصح بأن نقترح على الله الكريم فضله الواسع لعبد مهما بلغت خطاياه بغض النظر عن مدى معرفتها للإنسان الميت نفسه. مثال على تلك الأدعية هو قول رسولنا الأعظم ﷺ:"اللهم اجره مما أخذ منه"، متبوعًا بتوسلات متنوعة نحو تحقيق الأمنيات الدينية الأخرى المرتبطة بموضوع التفاني الجنابي والرضا الرباني وغيرهما الكثير مما يأتي ضمن دائرة الخير والصالح العام لكل مسلم مسلم.
تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التحلي بالحذر والحذر الشديد عندما يتعلق الأمر بالأحاديث الضعيفة وضعف أسانيدها؛ إذ قد يؤثر ذلك سلبيًا بشكل كبيرعلى صدقية هذه الأقوال وبالتالي تأثيرها الفعلي سواء الآن وفي النهايات القصوى كذلك! لذا فإن أفضل نهج لنا جميع المسلمين واتباع رسالة سيد البشريتها الأولى يكمن فقط باستخدام الحقائق التاريخية والسوابق الشرعية المثبتة تاريخياً مقارنة بالسلف الصالح منهم كافة المختلفين حول العالم الإسلامي القديم والمعاصر أيضا. ولا داعي لتقديس الأشخاص بشخصهم الخاص بينما تركيز اهتمام الجميع ينصب بدلا عنها تجاه الشخصيات العامة الأكثر تميزا داخل المجتمع الإنساني ككل والتي لم تشوه سمعتهم قط بسبب التصرفات الشخصية المرئية خارج نطاق البيئة البيولوجية الخاصة بهم لفترة طويلة نسبيا بالنسبة للأجيال الحديثة عموما .