في هذا المقال، نستعرض نقاشًا مهمًا يدور حول توازن التجديد والابتكار مع الحفاظ على الهوية الأصيلة. يبدأ سليمان، مؤسس شركة "الشروق"، بالإشادة بالتجديد كمحور أساس لنجاح الشركات في عالم تتغير ظروفه باستمرار. يؤكد سليمان على أن التقبع والتوافق مع المنتديات المعروفة لا يؤدي إلا إلى تضييق الأفق، بينما يرى التجديد في طليعة الابتكار. من ناحية أخرى، يظهر رزوق كشخص معادٍ لهذا المبدأ، حيث يؤمن بضرورة الالتزام بالفلسفات والمبادئ التي أسس عليها نجاحه.
على ذكر سليمان لأنشطة شركته التي تتضمن الابتكار من خلال استخدام تقنيات مبتكرة في عروض الفنون المسرحية، يعبر رزوق عن شكوكه بأن هذا قد يؤدي إلى فقدان التركيز على جوهر التجارب الثقافية. ومن جانب آخر، تسلط أنورة، مؤسسة "الفجر"، الضوء على الصعوبات في دمج الابتكار مع الحفاظ على الهوية التقليدية للشركات. تناقش كيف يمكن أن يؤدي السعي نحو الابتكار إلى انبعاث جانب من الأصالة.
تظهر رأي حنان، مدربة في قيادة الفرق الاستشارية، بأن التجديد يجب ألا يكون على حساب تضحية العمليات المؤسسة. وتذهب إلى أن التجديد هو جزء من دورة تطور الشركة، لا يمكن تجاهل قيمه وإصوله في سعيه نحو المستقبل. بالمثل، تؤكد حنان أن التجديد لا يجب أن يتسبب في فقدان الهوية الأساسية للشركة.
في جزء آخر من النقاش، تعبر سهامة عن رأيها بأن التجديد قد يكون محور الابتكار، لكن لا يمكن أن يصبح بديلاً عن القيم والفلسفات التي جعلت كل شركة تبدأ من قاعدتها. تشير إلى أن التجديد الذي لا يحترم هوية الشركة سيؤدي فقط إلى بُعدها عن جذورها وإرثها.
بناءً على آراء المشاركين، نجد أن التحدي الأساسي يكمن في كيفية توازن هذه الشركات بين الابتكار والأصالة. فبينما يعتبر الابتكار محركًا للتقدم، إلا أن الحفاظ على الهوية والقيم يُعَدّان حجر الأساس في تحقيق نجاح طويل المدى. وبذلك، يبرز التوافق بين الابتكار والأصالة كمفتاح لبناء مستقبل أكثر استدامة وتنوعًا.
إن تجديد الشركات عبر التحولات المبتكرة يسهم في بقائها في سوق دائم التغير، لكن من المهم أيضًا ضمان استمرارية تلك العناصر التي جعلت كل شركة فريدة ومُؤسسة. في نهاية المطاف، يبقى التحدي هو إيجاد توازن صحي بين الابتكار والأصالة لضمان استمرارية النجاح والفخر بإرث مشترك.
