الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل العمل عبادة بفضل نية القلب. في الإسلام، العمل ليس مجرد نشاط يومي، بل يمكن أن يكون وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل إذا صاحبته نية صادقة. هذا ما أكده الحديث النبوي الشريف: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
العمل المباح، مثل التجارة والصناعة، يمكن أن يصبح عبادة إذا نوى العامل به نية حسنة. هذه النية قد تشمل كف النفس عن سؤال الناس، أو النفقة على الأهل، أو التصدق على المحتاجين، أو وصلة الرحم، أو نفع المسلمين بهذا العمل. ولكن يجب أن لا يشغل هذا العمل العامل عن واجباته الدينية، مثل الصلاة والزكاة والصيام.
كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، مما يدل على أن العمل الذي ينفع الآخرين يمكن أن يكون عبادة. ولكن يجب أن يكون هذا العمل خالياً من الحرام، وأن لا يشمل أي أمر محرم، مثل العمل في البنوك الربوية أو أماكن الفساد.
في النهاية، العمل عبادة في الإسلام عندما يقترن بالنية الصالحة والتقوى. فالعمل الذي ينوي به العامل التقرب إلى الله ويفعله بإخلاص يمكن أن يكون عبادة. أما العمل الذي ينوي به العامل الدنيا فقط أو يشمل الحرام، فهو ليس عبادة.
والله أعلم.