حكمت الدولة العثمانية لأكثر من أربعة قرون، بدءًا من عام 699 هـ/1299 م عندما أعلن عثمان بن أرطغرل استقلاله عن الدولة السلجوقية الرومية، وحتى عام 1342 هـ/1923 م عندما ألغى مصطفى كمال أتاتورك السلطنة العثمانية ونفى السلطان محمد السادس. خلال هذه الفترة الطويلة، شهدت الدولة العثمانية العديد من المراحل والتغيرات، بدءًا من مرحلة الإمارة تحت قيادة عثمان بن أرطغرل، ثم مرحلة السلطنة التي بدأت مع بايزيد الأول، وصولًا إلى مرحلة الخلافة التي بدأت مع سليم الأول.
في ذروة قوتها، امتدت الدولة العثمانية لتشمل أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، بما في ذلك العراق، الجزيرة العربية، مصر، الشام، شمال إفريقيا، الأناضول، وشرق أوروبا. حققت الدولة العثمانية العديد من الانتصارات البارزة، مثل فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الثاني (الفاتح) في عام 857 هـ/1453 م، والتي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. كما شهدت عهد السلطان سليمان القانوني ذروة عظمتها قوةً واتساعًا وحضارة.
ومع ذلك، بدأت الدولة العثمانية في التراجع في القرن التاسع عشر، حيث واجهت تحديات داخلية وخارجية. وفي الحرب العالمية الأولى، انضمت إلى حلف دول المحور، لكنها تعرضت للهزيمة. بعد الحرب، تقاسمت دول الحلفاء أراضي الدولة العثمانية، وفي مؤتمر لوزان، وقعت تركيا اتفاقية تتضمن إلغاء الخلافة الإسلامية. وبذلك، سقطت الخلافة العثمانية مع سقوط آخر خليفة عثماني، عبد المجيد الثاني، في عام 1923 م.
وبذلك، يمكن القول إن الدولة العثمانية حكمت لأكثر من أربعة قرون، مما يجعلها واحدة من أطول الدول الإسلامية استمرارية في التاريخ.