وفقًا للقرآن الكريم، فإن عدد خزنة جهنم هو تسعة عشر خازنًا. جاء ذكر هذا العدد في سورة المدثر، الآية 31، حيث يقول الله تعالى: "وعلى النار تسعة عشر، وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا، ليستيقن الذين أوتوا الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيمانًا".
هذا العدد المحدد لخزنة جهنم له دلالات ومعاني عميقة. أولاً، يؤكد القرآن الكريم على أن خزنة جهنم هم ملائكة، وليسوا بشرًا، مما يوضح قدرتهم الفائقة وقوة سلطانهم. ثانيًا، يعتبر هذا العدد "فتنة" للكافرين، حيث يثير استغرابهم ويؤدي إلى زيادة إيمان المؤمنين. كما أنه يمثل تحديًا للكافرين الذين يستهزئون بالبعث والحساب.
وقد وردت تفسيرات مختلفة لهذا العدد في السنة النبوية. ففي الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا وهكذا"، في إشارة إلى أن عدد خزنة جهنم هو تسعة عشر. وفي رواية أخرى، قال أبو الأشد الجُمحي: "أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني أنتم اثنين"، مما يدل على قوة هؤلاء الخزنة وخطورة عذابهم.
كما وردت تفسيرات أخرى حول طبيعة هؤلاء الخزنة وصفاتهم. ففي تفسير مقاتل بن سليمان، قال إن واحدًا منهم يمكنه دفع أكثر من ربيعة ومضر في دفعة واحدة إلى جهنم. وفي تفسير آخر، وصفوا بأنهم ملائكة غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وبالتالي، فإن ذكر عدد خزنة جهنم في القرآن الكريم له دلالات عميقة حول طبيعة عذاب جهنم وقوة سلطان الله تعالى.