أسماء بنت أبي بكر الصديق، رضوان الله عليها، هي واحدة من أبرز الصحابيات في التاريخ الإسلامي. ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وأسلمت بعد سبعة عشر مسلماً. كانت أسماء بنت أبي بكر مثالاً للكرم والجود، حيث كانت تقول لبناتها: "أنفقن وتصدقن، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل، لم تفضلن شيئاً".
شاركت أسماء بنت أبي بكر في أحداث الهجرة، حيث حملت الزاد والماء والأخبار إلى النبي ﷺ وأبيها الصديق، رضوان الله عليهما، أثناء وجودهما في غار ثور. ولذلك لُقبت بذات النطاقين؛ لأنها اضطرت إلى شق نطاقها نصفين لتضع في أحدهما الطعام وتستر بالآخر رأسها.
روى عن أسماء بنت أبي بكر ثمانية وخمسين حديثاً، مما يدل على مكانة علمها وفضلها. توفيت أسماء بنت أبي بكر بمكة في جمادى الأولى 73 هـ (سبتمبر 692 م)، بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بثلاثة أشهر.
ومن فضائل أسماء بنت أبي بكر ما رواه البخاري عن عبيد بن إسماعيل، وعن عبد الله بن أبي شيبة، والإمام أحمد، والطبراني في الكبير بسنده عن عثمان بن أبي عوف، عن أسماء بنت أبي بكر: "صنعت سفرة لرسول الله ﷺ في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة". هذا الحديث يوضح دور أسماء بنت أبي بكر في دعم الهجرة النبوية.
كما روى البخاري أيضاً عن أسماء بنت أبي بكر: "أبو نوفل بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان"، مما يدل على مكانة أسماء بنت أبي بكر في المجتمع الإسلامي.
في الختام، أسماء بنت أبي بكر الصديق هي مثال يحتذى به في الكرم والجود والتفاني في خدمة الإسلام والمسلمين.