تعد سورة الحشر من سور القرآن الكريم التي لها مكانة خاصة، وقد وردت أحاديث وآثار حول فضل خواتيمها. في هذا المقال، سنستعرض بعض هذه الأحاديث والآثار، مع التحقق من صحتها وفقًا للمعايير العلمية.
ورد في فضل خواتيم سورة الحشر عدة أحاديث، منها ما رواه الترمذي عن معقل بن يسار عن النبي ﷺ قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة". لكن هذا الحديث ضعيف، حيث أعلله الترمذي نفسه، وضعفه النووي والألباني وشعيب الأرنؤوط بسبب ضعف سنده.
كما روى الدارمي بسنده عن الحسن قال: "من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء، وإن قرأ إذا أمسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء". لكن هذا الحديث موقوف على الحسن، وهو تابعي، وبالتالي فهو من أقسام الضعيف.
وعند الثعلبي من حديث يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله تعالى عنه: "من قرأ آخر سورة الحشر فمات من ليلته مات شهيدا". لكن هذا الحديث موقوف ولا يؤخذ بالاجتهاد، وفي سنده يزيد الرقاشي وهو متروك.
وعن أبي هريرة قال: "سألت خليلي أبا القاسم رسول الله ﷺ عن اسم الله الأعظم فقال: يا أبا هريرة عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها". لكن هذا الحديث ضعيف لجهالة أسانيده.
وعن أنس بن مالك: "أن رسول الله ﷺ قال: من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". لكن هذا الحديث ضعيف أيضًا لجهالة أسانيده.
وعن أبي أمامة قال: "قال النبي ﷺ: من قرأ خواتيم سورة الحشر في ليل أو نهار فقبضه الله في تلك الليلة أو ذلك اليوم فقد أوجب الله له الجنة". لكن هذا الحديث ضعيف أيضًا لجهالة أسانيده.
فيما يتعلق بفضل خواتيم سورة الحشر، فقد ذكر القرطبي في تفسيره هذه الأحاديث الثلاثة الأخيرة ولم يذكر درجتها ولا سندها، مما يجعلها ضعيفة لجهالة أسانيدها.
وفي الختام، رغم وجود أحاديث وآثار حول فضل خواتيم سورة الحشر، إلا أن معظمها ضعيف أو غير ثابت سندًا. لذلك، يجب التعامل مع هذه الأحاديث بحذر وعدم الاعتماد عليها بشكل مطلق في الفقه أو العبادة.